أنّ لفظ ½وزان¼ في قوله ½وزان نفسه¼ ليس بزائد كما توهّم، أو تأكيداً لفظيًّا[1] كما أشار إليه بقوله (ونحو ﴿هُدٗى) أي: هو هدى[2] (لِّلۡمُتَّقِينَ﴾) أي: الضالِّينَ الصائرين إلى التقوى[3] (فإنّ معناه أنه) أي: الكتاب (في الهداية بالغ درجة لا يُدرَك كنهُها) أي: غايتُها[4] لما في تنكير ½هُدًى¼ من الإبهام والتفخيم (حتّى كأنه هداية محضة) حيث قيل ½هُدًى¼[5] ولم يقل ½هَادٍ¼ (وهذا[6] معنى ﴿ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ﴾ لأنّ معناه كما مرّ الكتاب الكامل، والمراد
[1] قوله: [أو تأكيداً لفظيًّا] عطف على قوله ½تأكيداً معنويًّا¼ أي: أمّا كمال الاتّصال بين الجملتين فلكون الثانية مؤكِّدة للأولى تأكيداً معنويًّا كما مرّ أو لكون الثانية مؤكِّدة للأولى تأكيداً لفظيًّا بأن يكون مضمون الثانية هو مضمون الأولى فيكون بين الجملتين اتّفاق في المعنى المقصود.
[2] قوله: [أي: هو هدى] إشارة إلى أنّ ½هدى للمتّقين¼ إنّما يكون ممّا نحن فيه إذا جعل ½هدى¼ خبراً لمبتدأ محذوف, وأمّا إذا جعل خبراً عن ½ذلك الكتاب¼ بعد الإخبار عنه بـ½لا ريب فيه¼ فلا.
[3] قوله: [أي: الضالِّينَ الصائرين إلى التقوى] غرض هذا التفسير دفع إشكال وهو أنّ المتّقين مهتدون فما معنى لكون الكتاب هدى لهم, وحاصل الدفع أنّ المراد بالمتّقين المتّقون بالقوّة المُشرِفون على التقوى فلا إشكال, وأجيب أيضاً بأنّ المراد المتّقون في علم الله تعالى, أو المراد أنه زيادة هدى لهم.
[4] قوله: [أي: غايتُها] حمل الكنه على الغاية دون الحقيقة ليلايم قولَ المتن ½حتّى كأنّه هداية محضة¼ فإنّه متفرّع على عدم إدراك غاية درجة بلغها في الهداية لا على عدم إدراك حقيقة تلك الدرجة. قوله ½لما في تنكير إلخ¼ علّة لقول المتن ½فإنّ معناه إلخ¼. قوله ½والتفخيم¼ من عطف المدلول على الدالّ.
[5] قوله: [حيث قيل ½هدى¼ إلخ] الحيثيّة تعليليّة أي: فيفهم بسبب حملِ ½هدى¼ على الكتاب بدلاً عن ½هادٍ¼ أنّه بلغ في الهداية درجة لا يدرك كنهها حتّى إنّه هداية عظيمة محضة فهو كـ½زيد عدل¼.
[6] قال: [وهذا إلخ] أي: وبلوغ الكتاب في الهداية درجة لا تدرك غايتها الذي يفيده ½هدى للمتّقين¼ هو المعنى المقصود من ½ذلك الكتاب¼. قال: ½لأنّ الكتب السماويّة¼ أي: المعتبرة في مقابلته لتحقيق الحصر المستفاد من ½ذلك الكتاب¼ لأنها التي من جنسه.