(مطلوباً في نفسه أو فظيعاً أو عجيباً أو لطيفاً) فتنزّل الثانية[1] من الأولى منزلة بدل البعض أو الاشتمال فالأوّل (نحو: ﴿أَمَدَّكُم بِمَا تَعۡلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُم بِأَنۡعَٰمٖ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ﴾ [الشعراء:١٣٢-١٣٤] فإنّ المراد التنبيه على نِعَم الله تعالى) والمقام يقتضي[2] اعتناء بشأنه لكونه مطلوباً في نفسه وذريعةً إلى غيره (والثاني) أعني قوله ﴿أَمَدَّكُم بِأَنۡعَٰمٖ﴾ إلى آخره (أوفى بتأديته) أي: بتأدية المراد الذي هو التنبيه (لدلالته) أي: الثاني (عليها) أي: على نِعَم الله تعالى (بالتفصيل[3] من غير إحالة على علم المخاطَبين المعانِدين فوزانه وزان ½وَجهُه¼ في ½أعجبني زيد وَجهُه¼ لدخول الثاني في الأوّل) لأنّ ½ما تعلمون¼ يشتمل الأنعامَ وغيرَها[4] (و) الثاني أعني المنزّل منزلة بدل الاشتمال (نحو: أَقُوْلُ لَهُ[5] ارْحَلْ لاَ تُقِيْمَنَّ عِنْدَنَا * وَإِلاَّ
[1] قوله: [فتنزّل الثانية إلخ] أي: إذا كانت الجملة الأولى غير وافية أو كغير الوافية وكانت الثانية وافية كمال الوفاء فتنزّل الجملة الثانية بالنسبة إلى الجملة الأولى منزلة بدل البعض أو منزلة بدل الاشتمال. قوله ½فالأوّل¼ أي: القسم الأوّل وهو المنزّل منزلة بدل البعض.
[2] قوله: [والمقام يقتضي إلخ] أي: والحال أنّ المقام يقتضي الاعتناء بشأن التنبيه المذكور لأنّه إيقاظهم من سنة غفلتهم عن نعم الله تعالى وهو مطلوب في نفسه. قوله ½وذريعةً إلى غيره¼ أي: ولكونه ذريعة إلى غيره وهو الإيمان والتقوى كما يشير إليه قوله تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِيٓ أَمَدَّكُم﴾ [الشعراء:١٣٢].
[3] قال: [لدلالته عليها بالتفصيل] لأنه يدلّ على أنواع النعم تفصيلاً بخلاف الأوّل فإنّه يدلّ عليها إجمالاً. قال: ½من غير إحالة إلخ¼ أي: من غير أن يحال تفصيلها على علم المخاطَبين المعانِدين إذ ربما نسبوا تلك النعم إلى قدرتهم جهلاً منهم وإنّما ينسبون إلى الله تعالى نعماً أخرى كالإحياء والتصوير.
[4] قوله: [يشمل الأنعامَ وغيرَها] أي: يشمل النعم المذكورة وغيرها كالعزّ والراحة وسلامة الأعضاء والبدن ومنافعها, فما ذكر من النعم في الجملة الثانية بعض ما ذكر في الأولى كما أنّ الوجه بعض زيد. قوله ½أعني المنزّل إلخ¼ تعيين للقسم الثاني.
[5] قال: [أَقُوْلُ لَهُ إلخ] أي: أقول له حيث لم يكن باطنك وظاهرك سالماً من ملابسة ما لا ينبغي في شأننا فارحل ولا تقم في حضرتنا وإن لم ترحل فكن على ما يكون عليه المسلم من استواء الحالين في السرّ والجهر والباطن والظاهر.