لا يكون الكلام ظاهر الدلالة على المراد لخلل) واقع[1] (إمّا في النظم) بسبب تقديم أو تأخير أو حذف أو غير ذلك[2] ممّا يوجِب صعوبةَ فهم المراد (كقول الفَرَزْدَق في) مدح[3] (خال هِشام) بن عبد الملك بن مروان وهو إبراهيم بن هشام بن إسمعيل المخزوميُّ (وَمَا مِثْلُهُ فِي النَاسِ إِلاَّ مُمَلَّكاً * أَبُوْ أُمِّهِ حَيٌّ أَبُوْهُ يُقَارِبُهُ أي:) ليس مثله في الناس[4] (حَيٌّ يُقَارِبُهُ) أي: أحد يشبهه في الفضائل (إلاّ مُمَلَّكٌ) أي: رجل أعطي الْمُلك يعني هشاماً (أبو أمّه) أي: أبو أمّ ذلك المملّك (أبوه) أي: إبراهيمَ الممدوحِ، أي: لا يماثله[5] أحد إلاّ ابن أخته وهو
[1] قوله: [واقع] إشارة إلى أنّ قوله ½في النظم¼ صفة لـ½خلل¼ باعتبار متعلَّقه المحذوف, والمراد بالنظم التركيب سواء كان نظماً أو نثراً, وهذا هو التعقيد اللفظيّ وأمّا التعقيد لخلل في الانتقال فهو التعقيد المعنويّ. قوله ½تقديم إلخ¼ أي: تقديم اللفظ عن محلّه الأصليّ وتأخير لغير ذلك اللفظ في محلّ الأوّل, وإنما لم يقتصر على ذكر أحدهما إشعاراً بأنّ ملاحظة أحدهما كافٍ في الخلل وإن لم يلاحظ الآخر.
[2] قوله: [أو غير ذلك] كالفصل بالأجنبيّ بين المبتدأ والخبر أو بين الموصوف والصفة أو بين البدل والمبدل منه, وقد اجتمعت هذه الفصول الثلاثة مع التقديم والتأخير في بيت الفرزدق الآتي. قوله ½ممّا يوجب إلخ¼ احتراز عن تقديم وتأخير وحذف وغير ذلك ممّا لا يوجب صعوبة فهم المعنى المراد للمتكلّم.
[3] قوله: [مدح] إشارة إلى حذف المضاف. قوله ½وهو¼ أي: خالُ هشام بن عبد الملك الممدوحُ. قوله ½المخزوميّ¼ نسبة لبني مخزوم قبيلة من قبائل العرب.
[4] قوله: [ليس مثله في الناس] إشارة إلى أنّ ½مَا¼ في البيت مشابهة بـ½ليس¼. قوله ½أي: أحد إلخ¼ إشارة إلى أنّ المراد بالمقاربة المشابهة في الفضائل. قوله ½أي: رجل أعطي الملك¼ بيان لمعنى المملَّك. قوله ½يعني هشاماً¼ بيان للمراد بالمملَّك. قوله ½أي: أبو أمّ ذلك المملَّك¼ و½أي: إبراهيم الممدوح¼ إشارة إلى مرجع الضمير.
[5] قوله: [أي: لا يماثله أحد إلخ] بيان المعنى المراد للشاعر. قوله ½إلاّ ابن أخته¼ أي: فمماثلة هشام المملَّك لإبراهيم الممدوح إنما جاءت من قبله بحكم ½الخلال تتبع الخال¼.