عنوان الكتاب: مختصر المعاني

الخارج يرفع التعدّد) بينهما فيصيران متّحدين وذلك[1] لأنّ العقل يجرّد الجزئيّ الحقيقيّ عن عوارضه المشخّصة الخارجيّة وينتزع منه المعنى الكليّ فيدركه على ما تقرّر في موضعه، وإنّما قال[2] ½في الخارج¼ لأنّه لا يجرّده عن المشخّصات العقليّة لأنّ كلّ ما هو موجود في العقل فلا بدّ له من تشخّص عقليّ به يمتاز عن سائر المعقولات، وههنا[3] بحث وهو أنّ التماثل هو الاتّحاد في النوع مثل اتّحاد زيد وعمرو مثلاً في الإنسانيّة وإذا كان التماثل جامعاً لم تتوقّف صحّة قولنا ½زيد كاتب وعمرو شاعر¼ على أخوّة زيد وعمرو أو صداقتهما أو نحو ذلك لأنهما متماثلان لكونهما من أفراد الإنسان، والجواب أنّ المراد[4] بالتماثل


 



[1] قوله: [وذلك إلخ] أي: والتجريد المذكور حاصل لأنّ العقل إلخ. قوله ½الجزئيّ الحقيقيّ¼ أي: الجزئيّ الجسمانيّ وهو ما يمنع نفس تصوّره من وقوع الشركة فيه. قوله ½المشخّصة الخارجيّة¼ كاللون المخصوص والمكان المخصوص والمقدار المخصوص. قوله ½وينتزع إلخ¼ ففي مثل ½زيد كاتب وبكر شاعر¼ يجرِّد زيداً وبكراً عن مشخّصاتهما خارجاً وينتزع منهما معنى كليًّا فكأنه قيل: ½الإنسان كاتب والإنسان شاعر¼. قوله ½على ما تقرّر¼ متعلِّق بـ½يجرِّد¼. قوله ½بموضعه¼ أي: في كتب الحكمة.

[2] قوله: [وإنّما قال إلخ] بيان لفائدة تقييد التشخّص بقوله ½في الخارج¼. قوله ½لأنه لا يجرِّده¼ أي: لأنّ العقل لا يجرِّد الجزئيّ الحقيقيّ. قوله ½عن المشخّصات العقليّة¼ وهي الفصول التي بها يتمايز الكليّات في العقل كالناطقيّة والناهقيّة والصاهليّة, ويقال لها مشخّصات ذهنيّة أيضاً. قوله ½لأنّ كلّ إلخ¼ علّة لعدم تجريد العقل عن المشخّصات العقليّة. قوله ½به يمتاز عن سائر المعقولات¼ أي: فلو جرّدها العقل عن مميِّزاتها لزم كون الأشياء كلّها معلوماً واحداً وهو باطل.

[3] قوله: [وههنا] أي: وفي جعل التماثل جهة جامعة. قوله ½في النوع¼ أي: في الحقيقة. قوله ½مثلاً¼ تأكيد لقوله ½مثل¼. قوله ½لم تتوقّف إلخ¼ أي: مع أنه تقدّم أنّ المسند إليهما إذا تغايرا فلا بدّ من تناسبهما.

[4] قوله: [أنّ المراد إلخ] أي: المراد بالتماثل في كلام المصـ التماثل عند البيانيّين وهو اشتراك الشيئين في وصف له نوع اختصاص بهما لا مجرّد اشتراكهما في النوع, والحاصل أنّ هذا البحث مغالطة منشأها توهّم أنّ المراد بالتماثل التماثل بالمعنى المصطلح عليه عند الحكماء والجواب المنع.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471