ههنا اشتراكهما في وصف له نوع اختصاص بهما على ما[1] سيتّضح في باب التشبيه (أو تضايف) وهو كون الشيئين بحيث لا يمكن[2] تعقّل كلٍّ منهما إلاّ بالقياس إلى تعقّل الآخر (كما بين العلّة والمعلول) فإنّ كلّ أمر[3] يصدر عنه أمر آخر بالاستقلال أو بواسطة انضمام الغير إليه فهو علّة والآخر معلول (أو الأقلّ والأكثر[4]) فإنّ كلّ عدد يصير عند العدّ[5] فانياً قبل عدد آخر فهو أقلّ من الآخر والآخر أكثر منه (أو وهميّ) وهو أمر[6] بسببه يختال الوهم
[1] قوله: [على ما سيتّضح إلخ] أي: من أنه يجب أن يشترك المشبّه والمشبّه به في وصف خاصّ زائد على الحقيقة فلا يقال ½زيد كبكر في الإنسانيّة¼ بل لا بدّ من وصف زائد على ذلك كالكرم والشَجاعة.
[2] قوله: [بحيث لا يمكن إلخ] أي: بحيث يكون تصوّر أحدهما لازماً لتصوّر الآخر. قال: ½كما بين العلّة والمعلول¼ أي: كالتضايف بين مفهوم العلّة وهو كون الشيء سبباً وبين مفهوم المعلول وهو كون الشيء مسبَّباً عن ذلك الشيء كأن يقال ½العلّة أصل والمعلول فرع¼.
[3] قوله: [فإنّ كلّ أمر إلخ] بيانٌ لوجود التضايف بين العلّة والمعلول وإشارةٌ إلى الفرق بينهما. قوله ½بالاستقلال¼ إشارة إلى مفهوم العلّة التامّة كما في قولك ½حركة الأصبع علّة وحركة الخاتم معلول¼. قوله ½أو بواسطة إلخ¼ إشارة إلى مفهوم العلّة الناقصة كما في قولك ½النار مُحرِقة والحطب مُحرَق¼ فإنّ الإحراق يصدر من النار بواسطة اليبوسة وانتفاء البلل. قوله ½انضمام الغير إليه¼ أي: جزءً كما في العلّة المركّبة أو شرطاً كما في العلّة الناقصة.
[4] قوله: [أو الأقلّ والأكثر] أي: أو كالتضايف الذي بين مفهوم الأقلّ ومفهوم الأكثر لأنّ كلاًّ منهما لا يفهم إلاّ باعتبار الآخر فيجوز أن يقال ½هذا العدد الأقلّ لزيد وذلك العدد الأكثر لبكر¼.
[5] قوله: [عند العدّ] أي: عند السرد واحداً واحداً أو اثنين اثنين. قوله ½قبل عدد آخر¼ أي: قبل فناء عدد آخر. قوله ½فهو¼ أي: العدد الذي يصير فانياً قبل الثاني.
[6] قوله: [وهو أمر] كشبه التماثل والتضادّ وشبه التضادّ. قوله ½يختال الوهم¼ أي: يتخيّل الوهم اجتماع الشيئين عند المفكِّرة بأن يصوّر ذلك الأمر بصورة تصير سبباً لاجتماعهما وليس في الواقع سبباً فالجامع الوهميّ ليس أمراً جامعاً في الواقع بل باعتبار أنّ الوهم جعله جامعاً.