عنوان الكتاب: مختصر المعاني

(وأمّا ما جاء[1] من نحو) قول بعض العرب (½قُمْتُ وَأَصُكُّ وَجْهَهُ¼ وقوله: فَلَمَّا خَشِيْتُ أَظَافِيْرَهُمْ *) أي: أسلحتهم (نَجَوْتُ وَأَرْهَنُهُمْ مَالِكاً، فقيل) إنّما جاء الواو في المضارع المثبت الواقع حالاً (على) اعتبار (حذف المبتدأ) لتكون الجملة اسميّة[2] (أي: ½وأنا أصكّ¼، ½وأنا أرهنهم¼) كما في قوله تعالى: ﴿لِمَ تُؤۡذُونَنِي وَقَد تَّعۡلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡۖ﴾ [الصف:٥] أي: وأنتم قد تعلمون[3] (وقيل[4] الأوّل) أي: ½قُمْتُ وَأَصُكُّ وَجْهَهُ¼ (شاذّ والثاني) أي: ½نجوت وأرهنهم¼ (ضرورة وقال عبد القاهر هي) أي: الواو (فيهما للعطف) لا للحال إذ ليس المعنى: ½قمت صاكًّا وجهه¼ و½نجوت راهناً مالكاً¼ بل المضارع بمعنى الماضي (والأصل:) ½قُمْتُ (وَصَكَكْتُ¼) و½نَجَوْتُ (وَرَهَنْتُ¼ عُدِل[5]) عن لفظ الماضي (إلى) لفظ


 



[1] قال: [وأمّا ما جاء إلخ] جواب عمّا يقال إنّه قد جاء الواو في المضارع المثبت في النظم والنثر. قال: ½وأصكّ وجهه¼ الصكّ الضرب قال الله تعالى: ﴿فَصَكَّتۡ وَجۡهَهَا﴾ [الذاريات:٢٩]. قال: ½أظافيرهم¼ جمع أظفار وهو جمع ظفر والمراد به هنا الأسلحة, والضمير للأعداء. قال: ½مَالِكاً¼ اسم رجل أو فرس, وحاصل معنى البيت لمّا خشيت منهم هربت وخلصت وجعلت مالكاً مرهوناً عندهم مقيماً لديهم.

[2] قوله: [لتكون الجملة اسميّة] أي: فيصحّ أن ترتبط بالواو. قوله ½كما إلخ¼ أي: وهذا كما قيل إلخ.

[3] قوله: [أي: وأنتم قد تعلمون] فيه أنّ المضارع إذا كان معه ½قَدْ¼ تجب فيه الواو فلا يحتاج لجعله اسميّة بتقدير المبتدأ وحينئذ فالكلام في المضارع الغير المقرون بـ½قَدْ¼ ولا يكون التنظير بالآية تامًّا.

[4] قال: [وقيل] أى: في الجواب الثاني عن مجيء الواو في المضارع المثبت. قال: ½الأوّل شاذّ¼ أي: واقع على خلاف القياس النحويّ فلا ينافي فصاحتَه ولا وقوعَه في كلام الله كقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ [الحج:٢٥] و﴿قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ﴾ [البقرة:٩١]. قال: ½والثاني ضرورة¼ أي: دعت إليه الضرورة وهو أيضاً شاذّ. قال: ½وقال عبد القاهر إلخ¼ وهذا جواب ثالث عن مجيء الواو في المضارع المثبت.

[5] قال: [عدل إلخ] اعتذار عن عطف المضارع على الماضي. قال: ½حكاية للحال¼ أي: فهي مانعة من رعاية التناسب بين المعطوفين في المجيء بهما بلفظ الماضي.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471