وقد ركب فرسه¼، والاعتذار[1] عن ذلك مذكور في الشرح (وأمّا المنفيّ) أي: أمّا جواز الأمرين[2] في الماضي المنفيّ (فلدلالته على المقارنة دون الحصول أمّا الأوّل) أي: دلالته على المقارنة (فلأنّ ½لمّا¼ للاستغراق) أي: لامتداد النفي من حين الانتفاء[3] إلى زمان التكلّم (وغيرها) أي: غير ½لَمَّا¼ مثل ½لَمْ¼ و½مَا¼ (لانتفاء متقدّم) على زمان التكلّم (مع أنّ الأصل استمراره) أي: استمرار ذلك الانتفاء لما سيجيء[4] حتّى تظهر قرينة على الانقطاع كما في قولنا ½لم يضرب زيد أمس لكنّه ضرب اليوم¼ (فيحصل به) أي: باستمرار النفي[5] أو بأنّ الأصل فيه الاستمرار (الدلالة عليها) أي: على المقارنة (عند الإطلاق) وتركِ التقييد
[1] قوله: [والاعتذار إلخ] أي: والاعتذار عن اشتراط ½قَدْ¼ معه مذكور في "المطوّل" وحاصله أنّ تصدير الماضي المثبت الواقع حالاً بـ½قَدْ¼ لمجرّد استحسان لفظيّ. قيل: الصواب أنّ الأفعال إذا وقعت قيوداً لما له اختصاص بأحد الأزمنة فُهِم منها استقباليّتها وحاليّتها وماضويّتها بالقياس إلى ذلك المقيَّد فإذا قيل ½جاء زيد ركب¼ يفهم منه أنّ الركوب ماض بالنسبة إلى المجيء فلا يقارن لعامله وإذا أدخِل عليه ½قَدْ¼ قرّبته من زمان المجيء ويُفهَم المقارنة فكأنّ ابتداء الركوب كان متقدِّماً على المجيء لكن قارنه دواماً.
[2] قوله: [أي: أمّا جواز الأمرين] أي: الإتيان بالواو وتركه. قوله ½في الماضي المنفيّ¼ أي: في الماضي المنفيّ لفظاً ومعنًى أو معنًى فقط وهو المضارع المنفيّ بـ½لَمْ¼ و½لَمّا¼.
[3] قوله: [من حين الانتفاء إلخ] إظهار في محلّ الإضمار. وفي بعض النسخ: ½من حيث الانتفاء¼ أي: لا من حيث ذاته لأنّ النفي لا امتداد فيه من حيث ذاته لأنه فعل الفاعل أي: إنها تدلّ على امتداد الانتفاء فيما مضى من حيث حصوله سابقاً إلى زمان التكلّم.
[4] قوله: [لما سيجيء] أي: في التحقيق الآتي قريباً. قوله ½حتّى تظهر إلخ¼ غاية لاستمرار الانتفاء أي: فإذا ظهرت قرينة دالّة على الانقطاع فلا يقال الأصل بقاؤه كالقرينة التي في قولنا ½لم يضرب إلخ¼ فإنّ قولنا ½لكنّه ضرب اليوم¼ يدلّ على أنّ انتفاء الضرب لم يستمرّ من الأمس إلى وقت التكلّم.
[5] قوله: [أي: باستمرار النفي إلخ] أي: بسبب استمرار الانتفاء إلخ, وفي التفسير إشارة إلى أنّ ضمير ½به¼ يصحّ رجوعه إلى خبر ½أنّ¼ ويصحّ رجوعه إلى مجرور ½مع¼ قوله ½وتركِ التقييد إلخ¼ عطف تفسير لقوله ½الإطلاق¼. قوله ½بما يدلّ¼ متعلِّق بالتقييد.