أنّ بقاء الحادث وهو استمرار وجوده[1] يحتاج إلى سبب موجود لأنّه وجود عقيب وجود ولا بدّ للوجود الحادث من السبب بخلاف استمرار العدم فإنّه عدم فلا يحتاج إلى وجود سبب بل يكفيه مجرّد انتفاء سبب الوجود، والأصل في الحوادث[2] العدم حتّى توجد عللها، ففي الجملة[3] لمّا كان الأصل في المنفيّ الاستمرار حصل من إطلاقه الدلالة على المقارنة (وأمّا الثاني) أي: عدم دلالته على الحصول (فلكونه منفيًّا) هذا[4] إذا كانت الجملة فعليّة (وإن كانت اسميّة فالمشهور جواز تركها) أي: الواو (لعكس ما مرّ في الماضي المثبت) أي: لدلالة الاسميّة[5] على المقارنة لكونها مستمرّة لا على حصول صفة غير ثابتة لدلالتها على الدوام والثبات (نحو ½كَلَّمْتُهُ فُوْهُ إِلَى فِيَّ)
[1] قوله: [وهو استمرار وجوده] تفسير لبقاء الحادث. قوله ½إلى سبب موجود¼ أي: مؤثِّر وهو إمداد الذات الحادثة بالأعراض المقتضية استمرارَ وجودها. قوله ½لأنه¼ أي: لأنّ بقاءَ الحادث واستمرارَ وجوده. قوله ½وجود عقيب وجود¼ هذا مبني على أنّ الوجود غير الموجود وأنّ العرض لا يبقى زمانين, وأمّا على القول بأنّ الوجود عين الموجود وأنّ العرض يبقى زمانين فليس هناك وجود عقيب وجود.
[2] قوله: [في الحوادث] أي: في الموجودات الحادثة العدمُ لأنّ وجودها يتوقّف على سبب موجود.
[3] قوله: [ففي الجملة] هكذا في النسخ ولعلّ الصواب ½وبالجملة¼ كما في "المطوّل" لأن هذا بيان لحاصل كلام المصـ أي: وأقول قولاً متلبِّساً بالجملة أي: قولاً مجملاً. قوله ½حصل من إطلاقه¼ أي: من عدم تقييد المنفيّ بما يدلّ على انقطاع الانتفاء. قوله ½الدلالة على المقارنة¼ أي: على مقارنة الحال لعاملها.
[4] قوله: [هذا إلخ] أي: ما ذكر من التفصيل إذا كانت الجملة فعليّة, وهذا توطئة وتمهيد لقول المصـ الآتي: ½وإن كانت اسميّة¼ فإنّه مقابل لقوله السابق: ½فإن كانت فعليّة¼.
[5] قوله: [أي: لدلالة الاسميّة إلخ] بيان لعكس ما مرّ. قوله ½لكونها مستمرّة¼ أي: حتّى في زمن التكلّم, وإنّما استمرّت لكونها معدولة عن الفعليّة إذ الأصل في الحال المفردةُ ثمّ الجملة الفعليّة لكونها قريبة منها لأنّ حاصل الفعليّة الفعل والفاعل وذلك حاصل الحال المفردة المشتقّة بخلاف الاسميّة فإنّه قد يكون جزآها جامدين. قوله ½لدلالتها على الدوام والثبوت¼ أي: فهي تدلّ على حصول صفة ثابتة.