بلفظ مساوٍ له) أي: لأصل المراد (أو) بلفظ (ناقص عنه وافٍ أو بلفظ زائد عليه لفائدة) فالمساواة[1] أن يكون اللفظ بمقدار أصل المراد والإيجاز أن يكون ناقصاً عنه وافياً به والإطناب أن يكون زائداً عليه لفائدة (واحترز بـ½وافٍ¼ عن الإخلال) وهو أن يكون اللفظ ناقصاً عن أصل المراد غير وافٍ به (كقوله: وَالْعَيْشُ[2] خَيْرٌ فِيْ ظِلَالِ * النُّوْكِ) أي: الحمق[3] والجهالة (مِمَّنْ عَاشَ كِدًّا) أي: مكدوداً متعوباً (أي: الناعم وفي ظلال العقل) يعني أنّ[4] أصل المراد أنّ العيش الناعم في ظلال النُوك خير من العيش الشاقّ في ظلال العقل، ولفظه
[1] قوله: [فالمساواة إلخ] تفريع على ما ذكره المصـ وفيه إشارة إلى أنّ المصـ قد اعتمد في معرفة أنّ الأوّل مساواة والثاني إيجاز والثالث إطناب على إشعار المفهومات بذلك. قوله ½وافياً به¼ أي: وافياً بأصل المراد إمّا باعتبار اللزوم إذا لم يكن هناك حذف أو باعتبار الحذف الذي يتوصّل إليه بسهولة من غير تكلّف.
[2] قال: [وَالْعَيْشُ إلخ] أي: العيش الناعم اللذيذ. قال: ½فِيْ ظِلاَلِ النُوْكِ¼ الظلال جمع الظُلّة وهي ما يتظلّل به, والنُوك الجهل, والإضافة من قبيل ½لجين الماء¼ فإنّه شبّه النُوك بالظلال بجامع الاشتمال وأضاف المشبّه به إلى المشبّه. قال: ½مِمَّنْ عَاشَ كِدًّا¼ أي: من عيش من عاش مكدوداً متعوباً في ظلال العقل, يعني أنّ الجاهل يتنعّم ولا يتضيّق بشيء والعاقل يتأمّل في العواقب ويخاف الآفات والممات فلا يجد للعيش لذّة.
[3] قوله: [أي: الحمق] تفسير للنُوك, والمراد بالحمق والجهالة عدم العقل الذي يتأمّل به عواقب الأمور. قوله ½والجهالة¼ عطف تفسير. قوله ½أي: مكدوداً¼ تفسير ½كِدًّا¼ وإشارة إلى أنه مصدر بمعنى اسم المفعول وقع حالاً من ضمير ½عاش¼ أو صفةً لمصدر محذوف أي: عيشاً مكدوداً. قوله ½متعوباً¼ تفسير لـ½مكدوداً¼.
[4] قوله: [يعني أنّ إلخ] يشير إلى أنّ المصـ نبّه بتفسيره بقوله ½أي: الناعم إلخ¼ على أنّ في المصراع الأوّل حذف الصفة وهي ½الناعم¼ وفي الثاني حذف الحال وهي ½في ظلال العقل¼, فتفسيره بيان لما أخلّ به الشاعر لأنّ مراده أنّ العيش الناعم مع رذيلة الجهل خير من العيش الشاقّ مع فضيلة العقل, والبيت لا يفي بهذا المراد فإنّه يفيد أنّ العيش حالَ الجهل سواء كان ناعماً أو لا خير من العيش الشاقّ سواء كان حال العقل أو لا.