عنوان الكتاب: مختصر المعاني

شبّهه[1] في حال سخطِه وهَوْلِه بالليل، قيل[2] في الآية حذف المستثنى منه وفي البيت حذف جواب الشرط فيكون كلّ منهما إيجازاً لا مساواة، وفيه نظر[3] لأنّ اعتبار هذا الحذف رعاية لأمر لفظيّ لا يفتقر إليه[4] في تأدية أصل المراد حتّى لو صرّح به لكان إطناباً بل تطويلاً، وبالجملة لا نسلّم أنّ لفظ الآية والبيت ناقص عن أصل المراد (والإيجاز ضربان إيجاز القصر وهو ما ليس بحذف نحو قوله تعالى: ﴿وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ﴾ [البقرة:١٧٩]


 



[1] قوله: [شبّهه] أي: شبّه الشاعر ممدوحَه في عمومه الأماكن وبلوغه كلّ موطن لسعة ملكه وبسطة يده فلا يفلت منه أحد. قوله ½في حال سخطِه وهَولِه¼ أي: في حالة غضبه على الشاعر وتخويفه له, وهذا تقييد للمشبّه بياناً لحالته ودفعاً لما يرد على الشاعر من أنّ المناسب لمقام المدح التشبيه بالأمر اللطيف فهلاّ شبّهه بالصبح, وحاصل الدفع أنّ الشاعر إنّما قصد تشبيهه حال كونه هذه الحالة وهذه الحالة إنّما يناسبها التشبيه بالليل.

[2] قوله: [قيل إلخ] تقرير للاعتراض الوارد على المصـ في تمثيله للمساواة بالآية والبيت. قوله ½حذف المستثنى منه¼ تقديره ½بأحد¼. قوله ½حذف جواب الشرط¼ تقديره ½فأنت مدركي¼, وحذف الجواب هنا مبنيّ على مذهب البصريّين من أنّ الجواب لا يتقدّم على الشرط.

[3] قوله: [وفيه نظر] أي: وفي هذا القيل نظر. قوله ½لأنّ اعتبار هذا الحذف¼ أي: اعتبار حذف المستثنى منه في الآية واعتبار حذف الجواب في البيت. قوله ½رعاية لأمر لفظيّ¼ المراد بالأمر اللفظيّ أمر لا يتوقّف إفادة أصل المعنى المقصود عليه في العرف وإنّما جرّ إلى تقديره مراعاةُ القواعد النحويّة الموضوعة لأصل تراكيب الكلام, والحاصل أنّ ما جرى العرف بالاستغناء عنه بلا قرينة خارجيّة يكون تقديره مراعاة للقواعد المتعلِّقة باللفظ فلا يكون حذفه إيجازاً كما في الآية والبيت وما جرى العرف بذكره بحيث لا يستغنى عنه في نفس التركيب إلاّ لقرينة خارجيّة فيكون حذفه إيجازاً للحاجة إليه في إفادة أصل المعنى المراد.

[4] قوله: [لا يفتقر إليه إلخ] أي: لا يفتقر إلى المستثنى منه في الآية ولا إلى الجواب في البيت لأنّ معنى المستثنى منه مفهوم من الكلام ومعنى الجواب مفهوم من المصراع الأوّل. قوله ½لكان إطناباً¼ أي: لو سلِّم كونه لفائدة. قوله ½بل تطويلاً¼ لأنه لا فائدة فيه لانفهام المقصود بدونه, وكان الأحسن أن يقول ½بل حشواً¼ لأنّ الزائد متعيّن ويمكن الجواب بأنّ المراد بالتطويل التطويل اللغَويّ الشامل للحشو.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471