عنوان الكتاب: مختصر المعاني

فإنّ معناه كثير ولفظه يسير) وذلك لأنّ معناه[1] أنّ الإنسان إذا علم أنه متى قَتَلَ قُتِلَ كان ذلك داعياً له إلى أن لا يقدم على القتل فارتفع بالقتل الذي هو القصاص كثير من قتل الناس بعضهم لبعض وكان بارتفاع القتل حياة لهم (ولا حذف فيه[2]) أي: ليس فيه حذف شيء ممّا يؤدّى به أصل المراد، واعتبار الفعل[3] الذي يتعلّق به الظرف رعاية لأمر لفظيّ حتّى لو ذكر لكان تطويلاً (وفضله[4]) أي: رجحان قوله: ﴿وَلَكُمۡ[5] فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ﴾ (على ما كان عندهم أوجز كلام في هذا المعنى وهو) قولهم (½القتل أنفى للقتل¼ بقلّةِ حروف ما يناظره) أي: اللفظ الذي يناظر قولهم[6] ½القتل أنفى للقتل¼ (منه) أي: من قوله تعالى: ﴿وَلَكُمۡ فِي


 



[1] قوله: [وذلك لأنّ معناه] أي: معناه الالتزاميّ لأنّ معناه المطابقيّ هو الحكم بأنّ في القصاص حياةً للناس ويستفاد منه أنّ الإنسان إذا علم إلخ. قوله ½حياة لهم¼ أي: إبقاء لحياتهم.

[2] قال: [ولا حذف فيه] هذا من تمام العلّة وبيان لتطبيق المثال على القاعدة الكليّة. قوله ½أصل المراد¼ وهو ما ذكره الشارح سابقاً بقوله ½لأنّ الإنسان إذا علم إلخ¼.

[3] قوله: [واعتبار الفعل إلخ] جواب إشكال يرد على المصـ وهو أنّ في الآية حذف متعلَّق الظرف فلا يصحّ نفي الحذف بقوله ½ولا حذف فيه¼. قوله ½رعاية لأمر لفظيّ¼ أي: لقاعدة نحويّة وهي أنّ كلّ جارّ ومجرور لا بدّ له من متعلَّق يتعلَّق به وليس اعتباره لتوقّف أصل المعنى المراد عليه في عرف الاستعمال. قوله ½الظرف¼ اللام فيه للجنس فيشمل الظرفان ½لكم¼ و½في القصاص¼ أو المراد الأوّل والثاني تابع له في التعلّق.

[4] قال: [وفضله] مبتدأ وقوله ½على ما كان إلخ¼ متعلِّق به. قوله ½عندهم¼ ظرف لخبر ½كان¼ وهو قوله ½أوجزَ كلام¼ وبه يتعلّق قوله ½في هذا المعنى¼. قوله ½بقلّة حروف إلخ¼ خبر المبتدأ.

[5] قوله: [أي: رجحان قوله ﴿وَلَكُمۡ﴾ إلخ] إشارة إلى مرجع الضمير, وإنّما لم يُسقِط لفظة ½لكم¼ مع أنها ليست من المناظر ليستقيم قول المصـ: ½ما يناظره منه¼.

[6] قوله: [أي: اللفظ الذي يناظر قولهم إلخ] إشارة إلى أنّ ½مَا¼ في قوله ½ما يناظره¼ موصولة عبارة عن اللفظ والضمير المنصوب راجع إلى ½قولهم¼. قوله ½وما يناظره منه إلخ¼ أي: واللفظ الذي يناظر قولهم ½القتل أنفى للقتل¼ من قوله تعالى: ﴿وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ هو قوله تعالى: ﴿فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ قوله ½لأنّ قوله إلخ¼ علّة لقوله ½وما يناظره منه هو قوله إلخ¼.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471