عنوان الكتاب: مختصر المعاني

(واستغنائِه[1] عن تقدير محذوف) بخلاف قولهم فإنّ تقديره: القتل أنفى للقتل من تركه (والمطابَقةِ) أي: وباشتماله[2] على صنعة المطابَقة وهي الجمع بين معنيين متقابلين في الجملة كالقصاص والحياة (وإيجازُ الحذف[3]) عطف على قوله ½إيجازُ القصر¼ (والمحذوف إمّا جزء جملة) عمدة كان أو فضلة[4] (مضاف) بدل من جزء جملة (نحو: ﴿وَسۡ‍َٔلِ ٱلۡقَرۡيَةَ﴾ [يوسف:٨٢]) أي: أهل القرية[5] (أو موصوف نحو: أَنَا ابْنُ جَلاَ) وَطَلاَّعِ الثَنَايَا[6] * مَتَى


 



[1] قال: [واستغنائِه إلخ] أي: وباستغناء ½في القصاص حياة¼ تقدير محذوف, فهذا وجه سادس للرجحان. قوله ½بخلاف قولهم¼ أي: فإنّه محتاج إلى تقدير محذوف وهو ½من تركه¼ أو ½من كلّ زاجر¼ لتوقّف أصل المعنى المراد عليه لأنّ تفضيل القتل على تركه لا على غيره من الضرب والجرح فلا يفهم بدون هذا التقدير.

[2] قوله: [وباشتماله إلخ] إشارة إلى أنّ قوله ½المطابقةِ¼ بالجرّ عطف على قوله ½قلّةِ¼ فهذا وجه سابع لرجحان الآية. قوله ½متقابلين¼ أي: سواء كان التقابل بينهما على وجه التضادّ أو السلب والإيجاب أو غير ذلك. قوله ½في الجملة¼ متعلِّق بقوله ½متقابلين¼ أي: هذا إذا كان تقابل المعنيين بحسب ذاتيهما بل ولو كان تقابلهما في الجملة أي: بحسب ما استلزماه كالقصاص والحياة فإنّ القصاص يقابل الحياة باعتبار أنّ فيه قتلاً والقتل يشتمل على الموت والموت مقابل للحياة فالقصاص مقابل للحياة في الجملة.

[3] قال: [وإيجاز الحذف] الإضافة من إضافة المسبَّب إلى السبب أي: والإيجاز الحاصل بسبب حذف شيء من الكلام. قال: ½والمحذوف إمّا جزء جملة¼ المراد بجزء الجملة ما ليس مستقلاًّ سواء كان مفرداً كالمضاف والموصوف والصفة فيما يأتي أو جملةً كالشرط وجواب الشرط, والمراد بالجملة ما كان مستقلاًّ.

[4] قوله: [عمدة كان أو فضلة] أي: عمدة كان الجزء أو فضلة, وفيه إشارة إلى أنه ليس المراد بالجزء هنا أحد ركني الجملة بل ما يشمل الفضلات. قوله ½بدل من جزء جملة¼ أي: بدل كلّ, وإنّما لم يجعله نعتاً لأنه عطف عليه ما لا يصلح نعتاً وهو قوله ½أو صفة أو شرط أو جواب شرط¼ فجَعل الكلّ بدلاً ليصحّ الإعراب فيها جميعاً لأنّ المعطوف على البدل بدل معنى وعلى النعت نعت.

[5]   قوله: [أي: أهل القرية] فهذا مثال لحذف الجزء المضاف, والتمثيل مبنيّ على أنه لم يرد بالقرية أهلها مجازاً مرسلاً بعلاقة المحليّة وإلاّ فلا حذف, وكذا لو جعل اسم القرية مشتركاً بين المكان وأهله على ما قيل.

[6] قوله: [وَطَلاَّعِ الثَنَايَا] بالجرّ عطفاً على ½جَلاَ¼, ويجوز رفعه عطفاً على ½ابْنُ¼. قوله ½مَتَى أَضَعُ إلخ¼ أي: متى أضع عمامة الحرب أي: المغفر على رأسي تعرفوا شَجاعتي أو متى أضع العمامة الساترة وجهي تعرفوني لشهرتي. قوله ½الثنية¼ أي: التي هي واحدة الثنايا. قوله ½العقبة¼ أي: المحلّ المرتفع. قوله ½أي: ركّاب إلخ¼ إشارة إلى أنّ المراد بكونه طلاّع الثنايا ركوبه لصعاب الأمور لقوّة رجوليته ورفعة همّته فلا يميل إلى الأمور المنخفضة لأنّ المعالي لا تكتسب إلاّ من الصعاب.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471