أَضَعُ الْعِمَامَةَ تَعْرِفُوْنِيْ، الثنية العقبة، و½فلان طلاّع الثنايا¼ أي: ركّاب لصِعاب الأمور، وقوله ½جَلاَ¼ جملة وقعت صفة لمحذوف[1] (أي:) أَنَا ابْنُ (رَجُلٍ جَلاَ) أي: انكشف أمره[2] أو كشف الأمور، وقيل ½جَلاَ¼ ههنا علَم وحذف التنوين باعتبار أنه منقول عن الجملة[3] أعني الفعل مع الضمير لا عن الفعل وحده (أو صفة نحو: ﴿وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٞ يَأۡخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصۡبٗا﴾ [الكهف:٧٩] أي:) كلّ سفينة (صحيحة أو نحوها) كسليمةٍ أو غيرِ مَعِيبة[4] (بدليل ما قبله) وهو قوله: ﴿فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِيبَهَا﴾ لدلالته على أنّ الملِك كان لا يأخذ المعيبة (أو شرط
[1] قوله: [وقعت صفة لمحذوف] أي: بناء على أنه يجوز حذف الموصوف بالجملة من غير اشتراط أن يكون الموصوف بعضَ اسم متقدِّم مجرور بـ½مِنْ¼ أو ½فِيْ¼ كما في قولك ½ما منهم تكلّم¼ و½ما فيهم نجا¼ أي: ما منهم أحد تكلّم وما فيهم أحد نجا, فإنّ هذا الاشتراط ليس متّفقاً عليه بل طريقة لبعضهم.
[2] قوله: [أي: انكشف أمره] أي: ظهر واتّضح أمره بحيث لا يُجهَل. قوله ½أو كشف الأمور¼ أي: بيّنها, وقد أشار الشارح بالترديد في التفسير إلى أنّ ½جَلاَ¼ يستعمل لازماً فيفسَّر بالمعنى الأوّل ومتعدِّياً فيستعمل بالمعنى الثاني. قوله ½وقيل إلخ¼ وعلى هذا فلا حذف في البيت ولا شاهد.
[3] قوله: [باعتبار أنه منقول عن الجملة] أي: والعلم المنقول عن الجملة مبنيّ. قوله ½مع الضمير¼ أي: المستتِر. قوله ½لا عن الفعل وحده¼ أي: وإلاّ لكان معرباً منصرفاً منوّناً لأنّ هذا الوزن ليس بمختصّ بالفعل ولم يوجد في أوّله حرف من حروف ½نأتي¼.
[4] قوله: [كسليمةٍ أو غيرِ مَعِيبة] بيان لنحوها. قال: ½بدليل إلخ¼ أي: وإنّما قلنا إنه من حذف الوصف بدليل ما قبله. قوله ½وهو قوله إلخ¼ بيان لما قبله. قوله ½لدلالته إلخ¼ فإنّه يدلّ على أنّ الملك إنّما كان يأخذ كلّ سفينة غير معيبة إذ لو كان يأخذ كلّ سفينة معيبة وغير معيبة لم يكن لعيبها فائدة.