المذكور[1] كالمسند إليه والمسند والمفعول كما مرّ في الأبواب السابقة وكالمعطوف مع حرف العطف (نحو: ﴿لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ﴾ [الحديد:١٠] أي: ومن انفق من بعده وقاتل بدليل ما بعده) يعني قوله تعالى:[2] ﴿أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْ﴾ (وإمّا جملة) عطف على ½إمّا جزء جملة¼[3] فإن قلت ماذا أراد بالجملة ههنا حيث لم يعدّ الشرط والجزاء جملة، قلت أراد الكلام المستقلّ الذي لا يكون جزءً من كلام آخر (مسبَّبة[4] عن) سبب[5] (مذكور نحو: ﴿لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ﴾ [الأنفال:٨])
[1] قوله: [المذكور] أي: من المضاف والموصوف والصفة والشرط وجواب الشرط, وهذا إشارة إلى المشار إليه. قوله ½كالمسند إليه إلخ¼ بيان للغير. قوله ½والمفعول¼ أي: غير المضاف إذ المفعول المضاف قد سبق في عموم المضاف المذكور سابقاً. قوله ½وكالمعطوف إلخ¼ إنّما فصله لأنه لم يمرّ في السابق وللإشارة إلى أنّ المثال الآتي إنّما هو لهذا الأخير فإنّ المحذوف فيه هو المعطوف مع حرف العطف كما قدّره المصـ.
[2] قوله: [يعني قوله تعالى: إلخ] بيان المراد بـ½ما بعده¼ فإنّ قوله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ﴾ الآية يدلّ على أنّ المنفقين والمقاتلين قبل الفتح أعظم درجة من المنفقين والمقاتلين بعده أي: فلا يستوي من أنفق قبل الفتح وقاتل والذين أنفقوا بعده وقاتلوا.
[3] قوله: [عطف على ½إمّا جزء جملة¼] تمهيد وإشارة إلى منشأ السؤال الآتي فإنّ المصـ لمّا عدّ كلاًّ من الشرط والجزاء من أفراد جزء الجملة وعطف الجملة عليه علم أنه لم يعدّهما جملة جملة فاتّجه أن يقال ماذا أراد بالجملة ههنا حيث لم يعدّ الشرط والجزاء جملة مع أنّ كلّ واحد منهما جملة.
[4] قال: [مسبَّبة إلخ] بدل من قوله ½جملة¼ لا نعت له لعطف ما لا يصلح للنعتيّة عليه على ما مرّ في قول المصـ ½مضاف إلخ¼. قال تعالى: ﴿لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ﴾ أي: ليُثبِت الإسلام ويُظهِره ويمحو الكفر ويُعدِمه. قال: ½أي: فعل ما فعل¼ تفسير للجملة المحذوفة المسبَّبة عن سبب مذكور والضمير في الفعلين له تعالى و½ما¼ كناية عن كسر قوّة أهل الكفر مع كثرتهم وغلبة المسلمين عليهم مع قلّتهم.
[5] قوله: [سبب] إشارة إلى أنّ قوله ½مذكور¼ صفة لمحذوف. قوله ½فهذا سبب مذكور إلخ¼ إشارة إلى تطبيق المثال بالممثّل له وإلى أنّ قول المصـ ½أي: فعل ما فعل¼ بيان للجملة المحذوفة المسبَّبة عن سبب مذكور.