عنوان الكتاب: مختصر المعاني

في النفس فضل تمكّن) لما جبل الله النفوس عليه[1] من أنّ الشيء إذا ذكر مبهماً ثمّ بُيِّن كان أوقع عندها (أو لتكمل لذّة العلم به) أي: بالمعنى[2] لما لا يخفى من أنّ نيل الشيء بعد الشوق والطلب ألذّ (نحو: ﴿رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِي صَدۡرِي[3] [طه:٢٥] فإنّ ½اشْرَحْ لِيْ¼ يفيد طلب شرح لشيءٍ مّا له[4]) أي: للطالب (و½صدري¼ يفيد تفسيره) أي: تفسير ذلك الشيء


 



[1] قوله: [لما جبل الله النفوس عليه إلخ] أي: وإنّما كان في الإيضاح بعد الإبهام زيادة التمكّن لما طبع الله إلخ. قوله ½من أنّ الشيء إلخ¼ بيان لما جبل الله عليه النفوس. قوله ½كان أوقع عندها¼ أي: من أن يبيّن أوّلاً, وإنّما كان أوقع عندها لأنّ الإشعار بالشيء إجمالاً يقتضي التشوّق له والشيء إذا جاء بعد التشوّق يقع في النفس فضل وقوع ويتمكّن فضل تمكّن فإنّ الحاصل بعد الطلب أعزّ من المنساق بلا تعب.

[2] قوله: [أي: بالمعنى] إشارة إلى مرجع ضمير ½به¼. قوله ½لما لا يخفى إلخ¼ أي: إنّما كان في الإيضاح بعد الإبهام كمال لذّة العلم بالمعنى لما لا يخفى إلخ. قوله ½من أنّ نيل الشيء إلخ¼ بيان لـ½ما¼. قوله ½ألذّ¼ أي: من نيله بدون التشوّق والطلب, وذلك لأنّ فيه لذّتين لذّة الوجدان ولذّة الخلاص من ألم الانتظار.

[3] قال: [﴿رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِي صَدۡرِي] تمثيل للإطناب بالإيضاح بعد الإبهام بما يحتمل المعاني الثلاثة المتقدِّمة فإنّ من شأن هذا الكلام أن يفيد الأغراض الثلاثة وإن امتنع اعتبارها هنا لأنّ المخاطب بهذا الكلام هو الربّ تعالى وتقدّس وتنزّه عن أن يُخاطَب بما يفيده علمين هما بالنسبة إليه خير من علم واحد أو بما يفيد زيادة تمكّن المعنى في قلب السامع أو بما يفيد كمال لذّّة العلم للمخاطَب.

[4] قال: [لشيءٍ مّا له إلخ] يشعر بأنّ ½لِيْ¼ صفة لنكرة مقدّرة أي: ½اشرح شيئاً كائناً لي¼ ثمّ فسِّر الشيء بالبدل منه بـ½صدري¼ وعلى هذا فكون الآية من قيبل الإجمال والتفصيل واضح, وقيل إنّ ½اشرح لي¼ يفيد طلب شرح شيء مّا له لكن لا لأنّ ½لِيْ¼ صفة لنكرة مقدَّرة و½صَدْرِيْ¼ بدل منها فإنّه خلاف المتبادر من النظم بل لأنه يفهم من قوله ½لِيْ¼ أي: لأجلي أنّ المطلوب شرح شيء مّا له من غير تقدير فالإبهام أعمّ من المقدّر أو المفهوم.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471