حقيقة جمع المتنافيين أن يصدق[1] على ذات واحدة وصفان يمتنع اجتماعهما على شيء واحد في زمان واحد من جهة واحدة وهو محال (ومنه) أي: من الإيضاح بعد الإبهام (التوشيع وهو) في اللغة لفّ القطن المندوف[2] وفي الاصطلاح (أن يؤتى في عجز الكلام[3] بمثنّى مفسَّر باسمين ثانيهما معطوف على الأوّل نحو: ½يَشِيْبُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِبُّ فِيْهِ خَصْلَتَانِ الْحِرْصُ وَطُوْلُ الْأَمَلِ¼، وإمّا بذكر الخاصّ بعد العامّ) عطف على قوله ½إمّا بالإيضاح بعد الإبهام¼، والمراد الذكر[4] على سبيل العطف (للتنبيه على فضله) أي: مزيّة الخاصّ (حتّى كأنه ليس من جنسه) أي: العامّ (تنزيلاً للتغاير في الوصف منزلة التغاير في الذات) يعني أنه[5]
[1] قوله: [أن يصدق] أي: أن يتحقّق. قوله ½من جهة واحدة¼ أي: والجهة هنا ليست كذلك لأنّ الإيجاز بحذف المبتدأ والإطناب بذكر الخبر وهو المخصوص بعد ذكر ما يعمّه وهو الفاعل فقد انفكّت الجهة.
[2] قوله: [لفّ القطن المندوف] أي: المتفرّق, والمراد بلفّه جمعه في لحاف أو نحوه, ووجه المناسبة بين المعنى اللغويّ والاصطلاحي الآتي أنّ في المعنى الاصطلاحيّ لفًّا وندفاً أي: جمعاً وتفصيلاً وإن كان اللفّ فيه سابقاً على الندف عكس المعنى اللغويّ.
[3] قال: [في عجز الكلام] ينبغي أن يزاد ½أو أوّله أو وسطه¼ إذ لم يظهر لتخصيص التوشيع بالعجز وجه, وكأنّ المصـ راعى أنّ أكثر ما يقع في تراكيب البلغاء هو الإتيان بما ذكر في عجز الكلام. قال: ½بمثنّى¼ أي: أو بجمع نحو ½إنّ في زيد ثلاث خصال جميلة الكرم والشَجاعة والحلم¼.
[4] قوله: [والمراد الذكر إلخ] أي: والمراد بذكر الخاصّ بعد العامّ في كلامه ذكر الخاصّ بعد العامّ على سبيل العطف وذلك ليغاير ما تقدّم في الإيضاح بعد الإبهام لأنه ليس في الذكر بطريق العطف إيضاح بعد إبهام.
[5] قوله: [يعني أنه إلخ] تفسير لقوله ½تنزيلاً للتغاير إلخ¼. قوله ½من الأوصاف الشريفة¼ أي: أو الخسيسة نحو ½لعن الله الكافرين وأبا جهل¼, والتقييد بالشريفة نظراً للمثال أو الغالب. قوله ½ولا يعرف إلخ¼ أي: ولذلك صحّ ذكره على سبيل العطف المقتضي للتغاير.