عنوان الكتاب: مختصر المعاني

إذا عاينتم ما قدّامكم من هول المحشر، وفي تكريره تأكيد للردع والإنذار (وفي ½ثمّ¼ دلالة[1] على أنّ الإنذار الثاني أبلغ) من الأوّل تنزيلاً لبُعد المرتبة[2] منزلة بعد الزمان واستعمالاً للفظ ½ثمّ¼ في مجرّد التدرّج في درج الارتقاء (وإمّا بالإيغال) من ½أوغل في البلاد¼ إذا أبعد فيها[3] واختلف في تفسيره (فقيل هو ختم البيت بما يفيد نكتة يتمّ المعنى بدونها كزيادة المبالغة[4] في قولها) أي: في قول الخنساء في مرثية أخيها صخر (وَإِنَّ صَخْراً لَتَأتَمُّ) أي: يقتدي (الْهُدَاةُ بِهِ * كَأَنَّهُ عَلَمٌ) أي: جبل مرتفع (فِيْ رَأسِهِ نَارُ) فقولها ½كأنه علم¼[5] وافٍ


 



[1] قال: [وفي ½ثمّ¼ دلالة إلخ] لمّا استشعر أن يستبعد كون الكلام تكريراً لأنّ العاطف يستدعي أن يكون المراد بالثاني غير الأوّل قال في دفعه ½وفي ½ثمّ¼ دلالة إلخ¼, فإن قيل إذا كان الإنذار الثاني أبلغ لم يكن تكريراً! قيل كونه أبلغ باعتبار زيادة اهتمام بالمنذَر به لا باعتبار أنه زاد شيئاً في المفهوم.

[2] قوله: [تنزيلاً لبُعد المرتبة إلخ] الظاهر أنه علّة لقوله ½وفي ½ثمّ¼ دلالة¼ أي: إنّما كان فيها دلالة على ما ذكر للتنزيل والاستعمال المذكورين لأنه إذا نزّل بعد المرتبة منزلة بعد الزمان واستعملت ½ثمّ¼ فيه كان فيها دلالة على أنّ ما بعدها أبلغ وأعلى. قوله ½منزلة بعد الزمان¼ أي: الذي هو الأصل في ½ثمّ¼ فاستعيرت هنا لبعد المرتبة. قوله ½واستعمالاً¼ عطف على ½تنزيلاً¼ من عطف المسبَّب على السبب. قوله ½في مجرّد التدرّج¼ من إضافة الصفة إلى الموصوف أي: في التدرّجِ في درج الارتقاء المجرّدِ عن اعتبار التراخي في الزمان بين تلك الدرج.

[3] قوله: [إذا أبعد فيها] أي: إذا قطع كثيرها, وإنّما سمّي المعنى الاصطلاحيّ بالإيغال لأنّ المتكلِّم قد تجاوز حدّ المعنى المراد وبلغ زيادة عنه. قوله ½واختلف في تفسيره¼ أي: في تفسير الإيغال الاصطلاحيّ.

[4] قال: [كزيادة المبالغة] في التشبيه, ثمّ الإضافة إمّا على أصلها فتكون المبالغةُ حاصلة من تشبيهها بالجبل المرتفع الذي هو أظهر المحسوسات في الاهتداء به والزيادةُ من وصف العلَم بقولها ½في رأسه نار¼ فتنجرّ المبالغة إلى المشبّه, وإمّا بيانيّة أي: كزيادة هي المبالغة, فالمبالغة في التشبيه ترجع إلى الإتيان بشيء يفيد كون المشبَّه به غاية في كمال وجه الشبه الكائن فيه فينجرّ ذلك الكمال إلى المشبَّه الممدوح بوجه الشبه.

[5] قوله: [فقولها ½كأنه علَم¼ إلخ] حاصله أنّ في تشبيهها صخراً بالعلَم المهتدى به مبالغة في ظهوره في الاهتداء به ثمّ زادت في المبالغة بوصفها العلَم بكونه في رأسه نار فإنّ العلَم الموصوف به أبلغ في ظهوره في الاهتداء ممّا ليس كذلك فتنجرّ المبالغة إلى المشبَّه الممدوح بالاهتداء به.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471