كذا في شرح[1] ديوان امرئ القيس، فعلى هذا التفسير يختصّ الإيغال بالشعر (وقيل لا يختصّ بالشعر) بل هو ختم الكلام[2] بما يفيد نكتة يتمّ المعنى بدونها (ومثل لذلك) في غير الشعر (بقوله تعالى: ﴿قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (٢٠) ٱتَّبِعُواْ مَن لَّا يَسَۡٔلُكُمۡ أَجۡرٗا وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [يس:٢٠-٢١]) فقوله ½وهم مهتدون¼ ممّا يتمّ المعنى بدونه[3] لأنّ الرسول مهتد لا محالة إلاّ أنّ فيه زيادة حثّ على الاتّباع وترغيب في الرسل (وإمّا بالتذييل وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها) أي: معنى الجملة الأولى (للتأكيد) فهو أعمّ[4] من الإيغال
[1] قوله: [كذا في شرح إلخ] وبه يتبيّن بطلان ما قيل إنّ المراد أنه قد طالت مسايرتنا في المفاوز حتّى ألفت الوحوش رحالنا فلا تفرّ منّا وتظهر عيونها كالخرز اليماني حول أخبيتنا, ووجه التبيين أنّ عيون الظباء حال حياتها سود فلا تشبه الخرز اليماني الذي فيه سواد وبياض, قوله ½فعلى هذا التفسير إلخ¼ أي: فالإيغال على تفسيره بأنه ختم البيت بما يفيد نكتة يتمّ المعنى بدونها يختصّ بالشعر.
[2] قوله: [بل هو ختم الكلام إلخ] أي: سواء كان الكلام شعراً أو نثراً.
[3] قوله: [ممّا يتمّ المعنى بدونه] أي: بدون ذكره لأنّ الرسول مهتد لا محالة فيكون قوله ½وهم مهتدون¼ تصريحاً بما علم التزاماً, وقد يقال الرسول كما أنه مهتد لا محالة كذلك هو غير سائل الأجر لا محالة فينبغي أن يجعل المثال مجموع قوله ﴿ٱتَّبِعُواْ مَن لَّا يَسَۡٔلُكُمۡ أَجۡرٗا وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [يس:٢١]. قوله ½إلاّ أنّ فيه إلخ¼ أي: إلاّ أنّ في التصريح بقوله ½وهم مهتدون¼ إلخ, أي: فالنكتة في الإيغال في الآية زيادة حثّ على الاتّباع وزيادة ترغيب في الرسل أمّا أصل الحثّ والترغيب فحاصل بقوله ½اتّبعوا المرسلين¼ لدلالته على اهتدائِهم وطلبِ اتّباعهم.
[4] قوله: [فهو أعمّ إلخ] أي: فالتذييل أعمّ من الإيغال من جهة أنّ التذييل يكون في ختم الكلام وغيره بخلاف الإيغال فإنّه إنّما يكون في ختم الكلام. قوله ½وأخصّ إلخ¼ أي: والتذييل أخصّ من الإيغال من جهة أنّ الإيغال قد يكون بغير الجملة ولغير التأكيد بخلاف التذييل فإنّه إنّما يكون بالجملة وللتأكيد, فالنسبة بينهما عموم وخصوص من وجه, يجتمعان فيما هو بجملة لتأكيد في ختم الكلام كما في قوله تعالى: ﴿جَزَيۡنَٰهُم بِمَا كَفَرُواْۖ وَهَلۡ نُجَٰزِيٓ إِلَّا ٱلۡكَفُورَ﴾ وينفرد الإيغال فيما هو بالمفرد وفيما هو لغير التأكيد كما في قوله ½الجزع الذي لم يثقّب¼ وينفرد التذييل فيما هو في غير ختم الكلام نحو ½مدحت زيداً أثنيت عليه بما فيه فأحسن إليّ¼.