[بني إسرائيل:٨١] وهو أيضاً) أي: التذييل ينقسم قسمة أخرى[1] وأتى بلفظة ½أيضاً¼ تنبيهاً على أنّ هذا التقسيم للتذييل مطلقاً لا للضرب الثاني منه (إمّا) أن يكون (لتأكيد منطوق[2] كهذه الآية) فإنّ زهوق الباطل منطوق في قوله ½وزهق الباطل¼ (وإمّا لتأكيد مفهوم كقوله: وَلَسْتَ) على لفظ الخطاب[3] (بِمُسْتَبْقٍ أَخاً لاَ تَلُمُّهُ *) حال من ½أخاً¼ لعمومه أو من ضمير المخاطب في ½لَسْتَ¼ (عَلَى شَعَثٍ) أي: تفرّق وذميم خصال[4] فهذا الكلام دلّ بمفهومه
[1] قوله: [أي: التذييل ينقسم قسمة أخرى] إشارة إلى أنّ ضمير ½هو¼ راجع إلى التذييل وقوله ½أيضاً¼ للرجوع إلى تقسيم آخر للتذييل. قوله ½وأتى بلفظة إلخ¼ بيان لفائدة العبارة. قوله ½لا للضرب الثاني¼ ردّ على الشارح الخلخاليّ حيث قال قوله ½وهو أيضاً¼ أي: والتذييل أو الضرب الثاني, ووجه الردّ أنّ الرجوع إلى التقسيم مع اتّحاد المقسم أبلغ في معنى الرجوع وأظهر, ووجه الخلخالي أنّ الأمثلة التي مثّل بها المصـ من الضرب الثاني.
[2] قال: [لتأكيد منطوق] أي: لتأكيد منطوق الجملة الأولى, والمراد بالمنطوق هنا المعنى الذي نطق بمادّته لا أن يكون لفظ الجملة الأولى نفس الثانية كما في ﴿كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ﴾ [التكاثر:٣] والمراد بالمفهوم المعنى الذي لم ينطق بمادّته. قال: ½كهذه الآية¼ أي: كالتذييل في آية ﴿وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا﴾ [بني إسرائيل:٨١] فإنّ الموضوع في الجملتين واحد وهو والمحمول فيهما من مادّة واحدة وهي الزهوق.
[3] قوله: [على لفظ الخطاب] أي: بلفظ الخطاب. قوله ½حال من أَخاً¼ أي: لا صفة له إذ ليس مقصود الشاعر أخاً معيَّناً بل مطلق أخ. قوله ½لعمومه¼ أي: لكون ½أخاً¼ عامًّا لوقوعه في حيِّز النفي فعمومُه سوّغ مجيءَ الحال منه وإن كان نكرة. قوله ½أو من ضمير المخاطب في لَسْتَ¼ إنّما خصّص الضمير في ½لست¼ مع أنه يجوز الحاليّة عن الضمير في ½مستبق¼ لأنّ الفعل أقوى في العمل من الاسم.
[4] قوله: [أي: تفرّق] أي: موجب تفرّق. قوله ½وذميم خصال¼ عطف تفسير للمراد بـ½تفرّق¼, والإضافة من إضافة الصفة إلى الموصوف أي: وخصال ذميمة. قوله ½فهذا الكلام دلّ بمفهومه إلخ¼ أي: لأنّ معنى البيت أنك إن لم تضم أخاً إليك مع ذميم خصاله لم يبق لك أخ في الدنيا لأنه ليس في الرجال أحد مهذَّب فالشطر الأوّل يدل بحسب ما يفهم منه على نفي الكامل من الرجال فقوله بعد ذلك ½أيّ الرجال المهذَّب¼ تأكيد لذلك المفهوم لأنه في معنى قولك ½ليس في الرجال مهذَّب¼. قوله ½على نفي الكامل من الرجال¼ لأنه لو وجد الكامل من الرجال لم يصدق أنّ المخاطب إن كان بالوصف المذكور لم يُبق لنفسه أخاً. قوله ½وقد أكّده¼ أي: وقد أكّد ذلك المفهوم. قوله ½منقَّح الفعال إلخ¼ تفسير المهذَّب.