عنوان الكتاب: مختصر المعاني

من جهة أنه يكون في ختم الكلام وغيره وأخصّ من جهة أنّ الإيغال قد يكون بغير الجملة ولغير التأكيد (وهو) أي: التذييل (ضربان ضرب لم يُخرَج مخرج المثَل بأن لم يستقلّ بإفادة المراد) بل يتوقّف على ما قبله[1] (نحو: ﴿ذَٰلِكَ جَزَيۡنَٰهُم بِمَا كَفَرُواْۖ وَهَلۡ نُجَٰزِيٓ إِلَّا ٱلۡكَفُورَ [سبأ:١٧] على وجه) وهو أن يراد ½وهل نجازي ذلك الجزاء المخصوص[2] إلاّ الكفور¼ فيتعلّق بما قبله، وأمّا على الوجه الآخر وهو أن يراد ½وهل نعاقب إلاّ الكفور¼[3] بناءً على أنّ المجازاة هي المكافاة إن خيراً فخير وإن شرًّا فشرّ فهو من الضرب الثاني (وضرب أخرج مخرج المثَل) بأن يقصد بالجملة الثانية حكم كليّ منفصل عمّا قبله[4] جارٍ مجرى الأمثال في الاستقلال وفشو الاستعمال (نحو: ﴿وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا


 



[1] قوله: [بل يتوقّف على ما قبله] وإنّما لم يكن المتوقِّف على ما قبله مُخرَجاً مَخرَج المثَل لأنّ المثَل كلام تامّ نقل عن أصل استعماله لكلّ ما يشبه حال استعماله الأوّل كما في الاستعارة التمثيليّة كقولهم ½اَلصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ¼ فإنّه مستقلّ في إفادة المراد وهو مثَل يضرب لمن فرط في الشيء في أوانه وطلبه في غير أوانه.

[2] قوله: [ذلك الجزاء المخصوص] وهو إرسال سيل العرم وتبديل جنّتيهم المذكور فيما قبل بقوله ﴿فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سَيۡلَ ٱلۡعَرِمِ﴾ [سبأ:١٦]. قوله ½فيتعلَّق بما قبله¼ أي: فإذا أريد هذا المعنى صار قوله ﴿وَهَلۡ نُجَٰزِيٓ إِلَّا ٱلۡكَفُورَ﴾ متعلِّقاً بما قبله وهو قوله تعالى: ﴿فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سَيۡلَ ٱلۡعَرِمِ﴾ فلا يجري مجرى المثَل في الاستقلال.

[3] قوله: [وهو أن يراد ½وهل نعاقب إلاّ الكفور¼] أي: بمطلق العقاب لا بعقاب مخصوص. قوله ½بناءً على أنّ المجازاة هي المكافاة¼ أي: مطلق المكافاة الشاملة للثواب والعقاب ويتعيّن الثاني هنا بقرينة قوله ½إلاّ الكفور¼, والحاصل أنّ الجزاء يطلق بمعنى العقاب ويطلق بمعنى المكافاة الشاملة للثواب والعقاب فكون الآية من الضرب الأوّل مبنيّ على الإطلاق الأوّل وكونها من الضرب الثاني مبنيّ على الإطلاق الثاني.

[4] قوله: [منفصل عمّا قبله] أي: غير متقيِّد بالجملة الأولى. قوله ½وفشو الاستعمال¼ أي: شيوع الاستعمال وعمومه, وقيل الحقّ أنّ المشترط في جريانه مجرى الأمثال هو الاستقلال وأمّا فشو الاستعمال فلا دليل على اشتراطه فيه فالأولى للشارح حذفه.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471