لذلك بالتتميم (لنكتة كالمبالغة نحو: ﴿وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ﴾ [الدهر:٨] في وجه) وهو[1] أن يكون الضمير في ½حبّه¼ للطعام (أي:) يطعمونه (مع حبّه) والاحتياجِ إليه، وإن جعل الضمير لله تعالى أي: يطعمونه على حبّ الله فهو لتأدية أصل المراد (وإمّا بالاعتراض وهو أن يؤتى في أثناء الكلام أو بين كلامين متّصلَيْنِ معنى بجملة أو أكثر لا محلّ لها من الإعراب لنكتة سوى دفع الإيهام) لم يُرِد بالكلام[2] مجموع المسند إليه والمسند فقط بل مع جميع ما يتعلّق بهما من الفضلات والتوابع، والمراد باتّصال الكلامين[3] أن يكون الثاني بياناً للأوّل أو تأكيداً أو بدلاً منه (كالتنزيهِ في قوله تعالى: ﴿وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ ٱلۡبَنَٰتِ سُبۡحَٰنَهُۥ وَلَهُم مَّا يَشۡتَهُونَ﴾ [النحل:٥٧]) فقوله: ½سبحانه¼[4] جملة لأنّه مصدر بتقدير الفعل وقعت في أثناء
[1] قوله: [وهو] أي: والوجه الذي يكون عليه قوله ½على حبّه¼ تتميماً. قوله ½والاحتياجِ إليه¼ من عطف العلّة على المعلول أي: مع حبّه الناشي عن احتياجهم إليه ولا شكّ أنّ إطعام الطعام مع الاحتياج إليه أبلغ في المدح من مجرّد إطعام الطعام لأنه يدلّ على النهاية في التنزّه عن البخل المذموم شرعاً. قوله ½وإن جعل الضمير إلخ¼ إشارة إلى الوجه المحترز عنه بقوله ½على وجه¼. قوله ½على حبّ الله¼ أي: لأجل حبّ الله تعالى لا لرياء ولا سمعة.
[2] قوله: [لم يُرِد بالكلام] أي: بالكلام في قوله ½في أثناء الكلام¼. قوله ½مجموع المسند والمسند إليه فقط¼ أي: وإلاّ لم يشمل تعريف الاعتراض المثالَ الآتي لأنّ الاعتراض فيه وهو قوله ½سبحانه¼ واقع بين المعطوفين.
[3] قوله: [والمراد باتّصال الكلامين إلخ] أي: المراد باتّصال الكلامين معنى أن يكون الكلام الثاني بياناً للكلام الأوّل أو تأكيداً له أو بدلاً منه أو معطوفاً عليه كما في قوله تعالى: ﴿إِنِّي وَضَعۡتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ وَإِنِّي سَمَّيۡتُهَا مَرۡيَمَ﴾ [آل عمران:٣٦] فإنّ ما بين قوله ½إنّي وضعتها أنثى¼ و½وإنّي سمّيتها مريم¼ اعتراض.
[4] قوله: [فقوله ½سبحانه¼ إلخ] بيان للاعتراض الواقع في الآية وتطبيق المثال بالممثّل له. قوله ½بتقدير الفعل¼ أي: بفعل مقدّر من معناه أي: ½أنزِّهه سبحانه¼. قوله ½لأنّ قوله ½ولهم ما يشتهون¼ عطف إلخ¼ أي: من قبيل عطف المفرد فـ½لهم¼ عطف على ½لله¼ و½ما يشتهون¼ عطف على ½البنات¼ فهما معمولان للجعل كالمعطوف عليهما.