بالفصاحة معنى البلاغة كما صرّح به وحيث أثبت أنها من صفات الألفاظ أراد أنها من صفاتها باعتبار إفادتها المعاني عند التركيب وحيث نفَى ذلك أراد أنها ليست من صفات الألفاظ المفرَدة والكَلِم المجرَّدة من غير اعتبار التركيب[1] وحينئذٍ لا تناقض لتغاير محلّي النفي والإثبات هذا خلاصة كلام المصنّف, فكأنه لم يتصفّح[2] "دلائل الإعجاز" حقّ التصفّح ليطّلع على ما هو مقصود الشيخ فإنّ محصول كلامه فيه[3] هو أنّ الفصاحة تطلق على معنيين أحدهما ما مرّ في صدر المقدِّمة[4] ولا نِزاع في رجوعها إلى نفس اللفظ, والثاني وصف في الكلام به يقع التفاضل ويثبت الإعجاز وعليه يطلق البلاغة والبراعة والبيان
[1] قوله: [من غير اعتبار التركيب] تفسير للكلم المجرَّدة. قوله وحينئذ إلخ أي: وحين إذ كان المراد ما ذكرنا لا يتوهَّم التناقض من كلامه.
[2] قوله: [فكأنه لم يتصفّح إلخ] أي: فكأنّ المصـ لم يتتبّع "دلائل الإعجاز" ولم ينظره صفحة صفحة أي: لو تصفّحه لم يأت بهذا الوجه للتوفيق بين كلامي الشيخ فإنّه خلافٌ لمقصود الشيخ وتوجيهُ القول بما لا يرضى به القائل, وكذا لم يتصفّحه من قال لدفع التناقض المذكور إنّ الشيخ حيث أثبت الفصاحة للفظ أراد بالفصاحة ما مرّ في صدر المقدِّمة وهو خلوصُ المفرد من تنافر الحروف والغرابة ومخالَفة القِياس وخلوصُ الكلام من ضعف التأليف وتنافر الكلمات والتعقيد مع فصاحتها وحيث نفاها عنه أراد بالفصاحة البلاغة. قوله ليطّلع متعلِّق بالمنفيّ.
[3] قوله: [فإنّ محصول كلامه فيه إلخ] أي: لأنّ حاصل كلام الشيخ في "دلائل الإعجاز" إلخ, وهذا شروع في توجيهِ كلام الشيخ ودفعِ التناقض المتوهَّم من كلامه من جانب نفسه.
[4] قوله: [ما مرّ في صدر المقدِّمة] وهو خلوصُ المفرد من تنافر الحروف إلخ وخلوصُ الكلام من ضعف التأليف إلخ. قوله ولا نِزاع في رجوعها إلى نفس اللفظ لأنّ الخلوص من الأمور المذكورة منشؤه هو اللفظ نفسه وإن كان الخلوص من التعقيد المعنويّ بالقِياس إلى المعنى فإنه يوصف به اللفظ أيضاً.