أكثرهم ) في بدَل البعض وهو الذي يكون ذاته بعضاً من ذات المُبدَل منه وإن لم يكن مفهومه[1] بعضاً من مفهومه فنحو إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إذا جعلناه بدَلاً يكون بدَل الكلّ دون البعض لأنّ ما صدق عليه اثنَين هو عين ما صدق عليه إلهَين [2] (و سُلب زيد ثوبه ) في بدَل الاشتِمال وهو الذي لا يكون عينَ المُبدَل منه ولا بعضَه ويكون المُبدَل منه مشتمِلاً عليه لا كاشتمال الظرف[3] على المظروف بل من حيث[4] كونه دالاًّ عليه إجمالاً ومتقاضياً له بوجهٍ مّا بحيث تبقى النفس عند ذكر المُبدَل منه متشوِّقةً إلى ذكره منتظِرةً له فيجيء هنا
كما في أخوك وزيد وإلاّ لصار تأكيداً لفظيًّا, وأجيب بأنّ الدالّ على الجزاء هو قوله يكون ذاته عينَ ذات المُبدَل منه لا قوله هو الذي يكون ذاته عينَ ذات المُبدَل منه كما فهمه المعترض.
[1] قوله: [وإن لم يكن مفهومه إلخ] يعني أنه إذا لم يكن مفهومه بعضاً فهو بدَل البعض عند بعضيّة الذات وإن كان مفهومه بعضاً أيضاً فبالطريق الأولى أن يكون بدَل البعض. قوله فنحو إلخ أي: إذا عُلِم أنه لا اعتبار للمفهوم في كون البدَل كلاًّ أو بعضاً بل الاعتبار للذات بأنّ البدَل إذا كان ذاته عينَ ذات المُبدَل منه يُسمّى بدَل الكلّ وإذا كان ذاته بعضاً من ذات المُبدَل منه يُسمّى بدَل البعض عُلِم أنّ نحو إلهَين اثنَين إذا جعلناه بدَلاً يكون بدَل الكلّ دون بدَل البعض.
[2] قوله: [هو عين ما صدق عليه إلهَين] أي: وإن كان مفهوم اثنَين بعضاً من مفهوم إلهَين لأنّ إلهَين مركَّب من العددِ ومعروضِه واثنَين عدد فقط فيكون مفهوم اثنَين جزء من مفهوم إلهَين, لكنك قد عرفتَ أنه لا اعتبار للمفهوم في كون البدَل كلاًّ أو بعضاً وإنّما الاعتبار للذات.
[3] قوله: [لا كاشتمال الظرف إلخ] أي: لا يشترط خصوص هذا الاشتمال لا أنه يشترط عدمه فإنه فقد يكون اشتمال المُبدَل منه على البدَل كاشتمال الظرف للمظروف نحو قوله تعالى: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ﴾ [البقرة:٢١٧] فالشهر ظرف للقتال, وقد لا يكون كذلك نحو سرق زيد ثوبه.
[4] قوله: [بل من حيث إلخ] أي: بل يجب أن يكون مشتملاً عليه من حيث كونه دالاًّ عليه إجمالاً ومتقاضِياً له باعتبار نسبة الفعل إليه لا باعتبار ذاته فإنّ نفس ذات زيد مثلاً لا يتقاضى الثوب. قوله بحيث تبقى النفس إلخ فإنك إذا قلت أعجبني زيد تبقى نفس السامع متشوِّقة إلى ذكر المُعجِب منتظرة له لأنّ المُعجِب ليس ذات زيد بل معنى فيه فإذا قلت علمه كان مُبيِّناً ومُلخِّصاً لما أجمل أوّلاً, فلا يكون ضربت زيداً غلامَه بدَل الاشتمال لأنّ ضرب زيد مفيد لا يحتاج إلى البيان.