وقال رحمه الله تعالى في خطبة "المواقف"[1]: وأنزل معه صلّى الله تعالى عليه وسلم كتاباً عربياً مبيناً فأكمل لعباده دينهم وأتمّ عليه نعمته ورضي لهم الإسلام ديناً، كتاباً كريماً وقرآناً قديماً ذا غايات ومواقف محفوظاً في القلوب مقروء بالألسن مكتوباً في المصاحف. إلخ.
قال السيّد قدِّس سره[2]: وصف القرآن بالقِدم ثمّ صرّح بما يدلّ على أنّه هذه العبارات المنظومة كما هو مذهب السَّلف حيث قالوا: إنّ الحفظ والقراءة والكتابة حادثة لكن متعلّقها أعني: المحفوظَ والمقروءَ والمكتوب قديم وما يتوهّم من أنّ ترتّب الكلمات والحروف وعروض الانتهاء والوقوف ممّا يدلّ على الحدوث فباطل؛ لأنّ ذلك لقصور في آلات القراءة. وأمّا ما اشتهر عن الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى من أنّ القديم معنى قائم بذاته تعالى قد عبّر عنه بهذه العبارات الحادثة فقد قيل إنّه غلط من الناقل منشأه اشتراك لفظ المعنى بين ما يقابل اللفظ وبين ما يقوم بغيره وسيزداد ذلك وضوحاً فيما بعد إن شاء الله تعالى، اﻫ.
قال[3] الحسن جلبی[4]: إنّ الشارح سيحقّق ما عليه المصنّف في أثناء
[1] "المواقف"، مقدمة، الجزء الأوّل، ١/٢٤-٢٥.
[2] "شرح المواقف"، مقدمة، الجزء الأول، ١/٢٥.
[3] حاشية جلبی على "شرح المواقف"، مقدّمة المؤلف، الجزء الأول، ١/٢٥.
[4] هو حسن بن محمد شاه بن محمد شمس الدين بن حمزة الفناري، يقال له: ملاّ حسن شلبي، (ت٨٨٦ﻫ. من كتبه: حاشية على "التلويح شرح التنقيح"، حاشية على "شرح المطوّل" وحاشية على "شرح المواقف" للجرجاني. ("الأعلام"، ٢/٢١٦-٢١٧.