ملكُ الموت ونحن مُنغمسون في بحر المعاصي! وانتهى التنفسُ وخرجت الروحُ مِن قفص البدن، لذلك علينا أنْ نتوب إلى الله تعالى اليوم، وهذا هو الوقت المناسب بل ينبغي أنْ نتوب إليه الآن توبةً نصوحًا، ونعزِم على أنْ لا نعودَ إلى المعاصي أبدًا، ولا نفوت أيُّ صلاة بعد الآن، ونصوم رمضان كلّه، وإنْ وجبت علينا الزكاة فنؤديها كما أمرنا الله تعالى، ونُطبّق السنن الشريفة ونقتدي بحبيبنا الأعظم ﷺ.

من أسباب الحياة الطيّبة المداومة على التوبة

قال الله تعالى في القرآن المجيد: ﴿وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٖ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ كَبِيرٍ ٣﴾ ]هود: ٣[.

قال المفتي محمّد قاسم العطّاري حفظه الله تعالى: لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أنْ نتوب إليه من الذنوب والمعاصي التي ارتكبناها، فمَن تاب توبةً نصوحًا وصار من عباد الله الصادقين المخلصين يعطيهم الله تعالى نعمًا كثيرة وحياة طيّبة ويرضى عنهم، وأمّا مَن أصرّ على المعاصي عاش في قلق واضطراب ومرض وبقي مرعوبًا ساخطًا ربّه تعالى، ولا خير فيما تلذّذ في الدنيا، فإنّه يساق إلى الجحيم بغرقه في ملذّات الدنيا ومتاعها[1].