عنوان الكتاب: تنبيه القلوب من عواقب المعاصي والذنوب

ويحتمل عندي وجهًا ثالثًا: ومن يُهن الله بالإِنتقام فما له من مكرم بالإنعام، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ ١٨﴾ مِن إنعامٍ وانتقامٍ[1].

وقال المفتي محمّد قاسم العطّاري حفظه الله تعالى: من المعلوم أنّ الشرفَ والكرامة ليسا ميراثًا لأيّ أمّةٍ أو شخصٍ، ولا يمكن للإنسان أنْ يقوم بتسويدِ صحيفةِ أعماله ويملؤها بالمعاصي وشخصيّته تكون ملطخةً بالعصيان، ثمّ يأمل أنْ يعيش حياةً طيّبةً بالعزّة والكرامة، من المستحيل أنْ يحدث ذلك، في الحقيقة مَنْ يقوم بالأعمال الحسنة ويتعامل مع النّاس بمكارم الأخلاق ويواسيهم ويبذلّ الخير والإحسان إليهم يرفع الله عزّ وجلّ مكانَه، ومَنْ يستمرُّ في المعاصي يُوقِعه اللهُ سبحانه وتعالى في هاوية الذلّ العميقة[2].

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

فقدان الكرامة بسبب العصيان

عن سيدنا جُبَيرِ بنِ نُفَيرٍ رحمه الله تعالى: لَمَّا فُتِحَتْ قُبْرُسُ وَفُرِّقَ بَيْنَ أَهْلِهَا، فَبَكَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، رَأَيْتُ سيدنا أَبَا الدَّردَاءِ رضي الله تعالى عنه جَالِسًا وَحْدَهُ يَبْكِي فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ! مَا يُبْكِيكَ فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللهُ فِيهِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ؟


 

 



[1] "تفسير الماوردي"، ٤/١٢-١٣، [الحج: ١٨].

[2] "تفسير صراط الجنان"، ٦/٤١٨-٤١٩، ]الحج: ١٨[، تعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31