عنوان الكتاب: تنبيه القلوب من عواقب المعاصي والذنوب

وقد عَلمنا أنّ عصيانَ الله تعالى وارتكابَ المعاصي سببٌ للفساد في الأرض، وبذلك يحدُث القحطُ والمجاعات والتدميرُ في الزراعة والمحاصيل وتنتشرُ الأوبئةُ وتظهر الفتن في الأرض.

البهائم تلعن العصاة

قال سيّدنا مُجاهِدٌ رحمه الله تعالى: الْبَهَائِمُ تَلْعَنُ عُصَاةَ بَنِي آدَمَ إِذَا اشْتَدَّتِ السَّنَةُ وَأَمْسَكَ الْمَطَرُ، وَقَالَتْ: هَذَا مِنْ شُؤْمِ ذُنُوبِ بَنِي آدَمَ[1].

أيُّها الإخوةُ الأعزّاء! الإنسانُ أفضل المخلوقات على الإطلاق، ولكنّه عندما يرتكبُ المعاصي يُصبِح أكثر ذلًّا وضلالًا من البهائم، بل إنّ البهائم تستجير منه وتُعيبه، إذن! الإنسانُ يفقد فضيلتَه بارتكاب الذنوب، وينزلُ مِن شَرفه ويَقع في مهالك الذلّ والمهانة.

آكل الربا يُعذَّب في القبر

أيُّها الأحبةُ الكرام! العصيانُ ليس سببًا للذلّ والمهانة في الدّنيا فقط وإنّما يتعرّض صاحبه للذلّ في القبر والآخرة أيضًا.

قال سيدنا الإمام ابن حجر المكّي الهيتمي رحمه الله تعالى: كُنتُ صَغِيرًا أَتَعَاهَدُ قَبْرَ وَالِدِي رحمه الله تعالى لِلْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ، فَخَرَجْتُ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ بِغَلَسٍ فِي رَمَضَانَ، بَلْ أَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي العَشْرِ الْأَخِيرِ بَلْ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَلَمَّا جَلَسْتُ عَلَى قَبْرِهِ وَقَرَأْتُ شَيْئًا مِنَ القُرْآنِ


 

 



[1] "تفسير البغوي"، ١/٩٢، ]البقرة: ١٥٩[.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31