الصلوات ويصومون ويتلون القرآن الكريم ولكنّهم إذا انعزلوا عنهم تلبّسوا بالمعاصي وتجرؤوا عليها.
آه! ليتَنا فكّرنا في أعمالِنا وتمادينا في عصيان الله تعالى، فماذا لو دُفنا تحت الأرض مع إصرارنا على المعاصي!؟ ماذا لو أخذنا الله بذنوبنا وسلَّط علينا العذابَ أو مزّقت الثعابينُ والعقاربُ أكفاننا ثمّ استولتْ على أجسادنا الميّتة!؟ ماذا يحدُث لنا حين تنكسرُ الأضلاعُ وتتداخلُ مع بعضها إذا ضمّتنا جدران القبر!؟ كيف نصبر على هذه الآلام وأنواع العذاب؟ ليتَنا تأمّلنا بهدوءٍ، ثمّ بعد هذا التفكّر والتأمّل سيكون القرار لكلّ واحد منّا في ترك عصيان الله تعالى والاقبال على الامتثال لأوامره جلّ وعلا، فهل هذا الامتثال أسهل لنا أم تحمّل عقوباتِ القبر التي ذكرنا بعضها آنفًا!؟
حقًّا! إنّه لا يستطيع أحدٌ منّا ومنكم تحمُّلَ عذاب القبر دون أيّ شكّ، فلنتُبْ إلى الله سبحانه وتعالى فورًا، فما زال الوقتُ معينًا لنا على ذلك، ولا ندري متى ستنتهي هذه الأنفاس؟ وإنّ الله سبحانه وتعالى قد أهملنا وفتح لنا باب التوبة، ولذلك يجب علينا أنْ نتوبَ توبةً صادقةً من المعاصي، اليوم قبل غدٍ، والآن قبل أنْ يفاجئنا الموت، فننشغل بما يرضى الله سبحانه وتعالى ونترك المعاصي.
جاء عن سيدنا عبد الله بن عبّاس رضي الله تعالى عنهما أنّه قال: يَا صَاحِبَ الذَّنْبِ! لِمَا تَأْمَنُ سُوءَ عَاقِبَتِهِ وَلَمَّا يَتْبَعُ الذَّنْبَ أَعْظَمُ مِنْ