عنوان الكتاب: تنبيه القلوب من عواقب المعاصي والذنوب

جميعًا إليه ونتوب ونمتثل أوامَره، ونتجنَّب معصيتَه ومعصيةَ رسولِه في جميع الأحوال؛ لأنّ ذلك سبب الذلّ والخزي في الدنيا والآخرة، وقد قال سيدنا الحسن البصري رحمه الله تعالى: ويحكَ ابن آدم! هل لك بمحاربة الله طاقة؟ إنّه مَنْ قد عصى اللهَ تعالى فقد حاربه[1].

عصيانُ اللهِ تعالى سببٌ للعنة

قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ ٧٨ ]المائدة: ٧٨[.

يتّضح لنا من هذه الآية الكريمة أنّ بني إسرائيل عندما تمادوا في المعاصي وتجاوزوا الحدَّ لعنهم سيدنا داود وسيدنا عيسى عليهما الصلاة والسلام، فعُوقبوا بعذاب الله، فمعنى ذلك أنّ عصيانَ الله سببٌ للّعنة.

لعنة الله على العصاة

قال سيدنا وهبُ بنُ مُنَبِّهٍ رحمه الله تعالى: إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ فِي بَعْضِ مَا يَعْتِبُ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنِّي إِذَا أُطِعْتُ رَضِيتُ، وَإِذَا رَضِيتُ بَارَكْتُ، وَلَيْسَ لِبَرَكَتِي نِهَايَةٌ، وَإِذَا عُصِيْتُ غَضِبْتُ، وَإِذَا غَضِبْتُ لَعَنْتُ، وَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَبْلُغُ مِنِّي الوَلَدَ السَّابِعَ[2].


 

 



[1] "عيون الحكايات"، الحكاية الخامسة عشرة مع الزهاد الأوائل، ص ٣٢.

[2] "حلية الأولياء"، وهب بن منبه، ٤/٤٤، (٤٦٩٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31