عنوان الكتاب: تنبيه القلوب من عواقب المعاصي والذنوب

الذنب، فلعنهم نبيُّ الله داود عليه السلام وغَضِبَ اللهُ عليهم لإصرارهم على المعصيةِ فمسخوا ليلًا.

وقد صار الشبانُ قردة والشيوخُ خنازير، لها أذناب يتعاوون، فعرفت القردةُ أنسابَهم من الإنس ولم يعرف الإنسُ أنسابهم مِن القردة، فجعلتِ القردةُ تأتى نسيبها من الإنس فتشمَّ ثيابَه وتبكى فيقول: ألم ننهكم عن ذلك؟

فكانوا يشيرون برؤوسهم أي: نَعَمْ، والدموعُ تفيضُ من أعينِهم، ودلّ ذلك على أنَّهم لما مسخوا بقي فيهم الفهمُ والعقلُ، وحوّلوا إلى صورتها لقبحها جزاءً على قبح أعمالهم وأفعالهم، وماتوا بعد ثلاثةِ أيّامٍ ولم يتوالدوا، وكانوا نحوًا مِن سبعين ألفًا[1].

ارتكابُ المعصيةِ حربٌ مع الله تعالى

أيُّها الإخوة! لقد لاحظتم عاقبةَ معصيةِ الله تعالى، وكيف جعلَ اللهُ تعالى العصاةَ مِن بني إسرائيل نكالًا للآخرين ليتَّعظوا بهم، فقال اللهُ سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن هذه الحادثة الفظيعة: ﴿فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَة لِّلۡمُتَّقِينَ ]البقرة: ٦٦[.

أي: ذكر اللهُ تعالى هذه القصّةَ في القرآن الكريم عبرةً ومَثلًا لِمَن جاؤوا بعدهم لئلّا يقعوا بما قاموا به ولا يسيروا على دربهم، ولكي نرجع


 

 



[1] "تفسير روح البيان"، ١/١٥٦-١٥٧، [البقرة، ٦٥]، مختصرًا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31