عنوان الكتاب: تنبيه القلوب من عواقب المعاصي والذنوب

تُرزق للجميع، فقد ينتكس قلبُ الإنسان بسبب المعاصي، ثمّ يُلعنُ ولا يُوفق بالتّوبة أو أنّه يتوب وهو مُتلبّس بالذنوب والعصيانِ، وهذا هو المستهتر بربّه تعالى، حفظنا الله تعالى وإيّاكم من الذلِّ والخزي وسوء العاقبة، ورزقنا وإيّاكم التوبة الصادقة، آمين بجاه خاتم النبيّين .

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

العصيانُ سببٌ للذلّ والخزي

أيها الإخوة الكرام! لا شكَّ أنّ عصيان الله جلّ وعلا سببٌ للذلّ والخزي، والعبدُ الذي يُصرّ على معصية الله تعالى ولا يرجع لربّه ولا يتوب من ذنبه، يُعاني من الذُّلّ والخزي في حضرة الله تعالى، حتّى لا تكون له أيُّ قيمة عنده، ومَن فقدَ الكرامةَ في حضرته جلّ وعلا فلن يجدها في أيّ مكان،كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ ١٨]الحج: ١٨[.

قال الإمام أبو الحسن علي بن محمد البغدادي الشهير بالماوردي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة: فيه وجهان:

أحدهما: ومَنْ يهن الله فيدخله النار فما له من مُكرِم فيدخله الجنّة، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ ١٨﴾ مِن ثوابٍ وعقابٍ.

والثاني: ومَن يُهن الله بالشقوة فما له من مُكرِم بالسعادة، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ ١٨﴾ من شقوة.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31