عنوان الكتاب: تنبيه القلوب من عواقب المعاصي والذنوب

فرفعتُ رأسي إلى السماء وقلتُ: اللّهمّ بحرمة هذا المصحف إلّا ما فرّجتَ عنّي يا جبّار الأرض والسماء! فسمعتُ هاتفًا يقول ولم أر شخصه:

تتوبُ من الذّنوب إذا مرضتا****وترجعُ للذنوبِ إذا برئتا.

إذا ما الضرُّ مسّك أنت باكٍ****وأخبثُ ما يكون إذا قويتا

فكم مِن كُربةٍ نجّاك منها****وكم كشَفَ البلاء إذا بُليتا.

وكم غطّاك في ذنبٍ وعنه****مدى الأيّامُ جهرًا قد نُهيتا.

أمَا تخشَى بأنْ تأتي الْمَنَايا****وأنتَ على الخطايا قد دهيتا.

وتنسى فضلَ ربّ جاد فضلًا****عليكَ ولا ارعويتَ ولا خَشيتا.

وكم عاهدتَ ثمّ نقَصتَ عهدًا ثمّ****وأنت لكلِّ معروفٍ نَسيتا
.فدارك قبل نقلك عن ديارك
****إلى قبرٍ إليه قد نعيتا.

قال سيدنا منصور بن عمّار رحمه الله تعالى: والله! ما خرجتُ من عنده إلّا وعيني تسكبُ العبرات فما وصلتُ البابَ إلّا قيل لي: قد مات فلانٌ، فنسأل الله تعالى أنْ يرزقنا حسنَ الخاتمة، فكم مِن نفسٍ مكر بها بعد أنْ كانتْ صائمة قائمة[1].

أيُّها الإخوة الكرام! هذه كانت عاقبةُ عصيان الله تعالى، ولا شكَّ أنّ رحمةَ الله واسعةٌ، وهو يقبل التوبةَ من عباده دون شكّ، ولكن لا يعني هذا أنْ نتجرّأ على عِصيانه راجين قبول التوبة، والتوبةُ عبادةٌ عظيمةٌ لا


 

 



[1] "الروض الفائق"، المجلس الثاني في قوله تعالى: الرحمن علم القرآن، ص ١٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31