عنوان الكتاب: تنبيه القلوب من عواقب المعاصي والذنوب

قال: وَيْحَكَ يَا جُبَيْرُ! مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللهِ إِذَا هُمْ تَرَكُوا أَمْرَهُ، بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ لَهُمُ الْمُلْكُ تَرَكُوا أَمْرَ اللهِ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى[1].

إنّما العزّةُ في طاعة الله تعالى

أيها الإخوة الأكارم! ظهر لنا مِن هذا أنّ العزّةَ ليسَتْ إلّا في طاعة الله تعالى، وأنّ مَنْ يَعصيه فقد عرَّض نفسه للذلّ والمهانة، وقد كتَبَتْ سيّدتنا عَائِشَةُ الصدّيقة بنت الصدّيق إِلَى سيدنا مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهم: أَمَّا بَعْدُ! فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللهِ عَادَ حَامِدُهُ مِنَ النَّاسِ ذَامًّا[2].

الذنوب  تورث وهنًا وضعفًا في البدن

قال سيدنا الحَسَنُ البصري رحمه الله تعالى: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ، فَتَكُونُ نُورًا فِي قَلْبِهِ وَقُوَّةً فِي بَدَنِهِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ، فَتَكُونُ ظُلْمَةً فِي قَلْبِهِ وَوَهَنًا فِي بَدَنِهِ[3].

الذنوب والعصيان تحدث الفساد في الأرض

قال الله في محكم تنزيله: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ ٤١]الروم: ٤١[.


 

 



[1] "الزهد" لأحمد بن حنبل، زهد أبي الدرداء، ص ١٦٥، (٧٦٣).

[2] "الزهد" لأحمد بن حنبل، زهد عائشة، ص ١٨٦، (٩١٧).

[3] "موسوعة ابن أبي الدنيا"، كتاب التوبة، ٣/٤٢٤، (١٩٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31