الذَّنْبِ؟ وَقِلَّةُ حَيَائِك مِنْ مَلَكِ الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ وَأَنْتَ عَلَى الذَّنْبِ -أَيْ: بَقَاؤُك عَلَيْهِ بِلَا تَوْبَةٍ- أَعْظَمُ مِنْ الذَّنْبِ الَّذِي عَمِلْتَهُ، وَفَرَحُك بِالذَّنْبِ إذَا ظَفِرْتَ بِهِ أَعْظَمُ مِنْ الذَّنْبِ، وَضَحِكُكَ وَأَنْتَ لَا تَدْرِي مَا اللهُ صَانِعٌ بِك أَعْظَمُ مِنْ الذَّنْبِ، وَحُزْنُك عَلَى الذَّنْبِ إذَا فَاتَك أَعْظَمُ مِنْ الذَّنْبِ، وَخَوْفُك مِنْ الرِّيحِ إذَا حَرَّكَتْ سِتْرَ بَابِك وَأَنْتَ عَلَى الذَّنْبِ وَلَا يَضْطَرِبُ فُؤَادُك مِنْ نَظَرِ اللهِ إلَيْك أَعْظَمُ مِنْ الذَّنْبِ[1].
الذنوب مثل السباع
قال الإمام محمد بن محمد الغزالي رحمه الله تعالى: لو شاهدتَ بنور البصيرة باطنك لرأيتَه مشحونًا بأصناف السباع وأنواع الهوام مثل: الغضب والشهوة والحقد والحسد والكبر والعجب والرياء وغيرها، وهي التي لا تزال تفترسك وتنهشك إنْ غفلتَ عنها لحظة، إلّا أنّك محجوب العين عن مشاهدتها، فإذا انكشف الغطاء ووضعتَ في قبرك عاينتها وقد تمثّلت لك بصورها وأشكالها الموافقة لمعانيها، فترى بعينك العقارب والحيّات، وقد أحدقت بك في قبرك، وإنّما هي صفاتك الحاضرة الآن، قد انكشفت لك صورها فإنْ أردتَّ أنْ تقتلها وتقهرها وأنت قادر عليها قبل الموت، فافعَلْ[2].