عنوان الكتاب: تنبيه القلوب من عواقب المعاصي والذنوب

العاقبةُ الوخيمةُ لمن يُصرُّ على المعاصي

قال سيدنا منصور بن عمّار رحمه الله تعالى: كان لي أخٌ في الله يتفقّدني ويزورني في شدّةٍ ورخاءٍ، وكنتُ أراه كثير العبادة والتهجّد والبكاء، ففقدتُه أيّامًا فقيل لي: هو ضعيفٌ.

فسألتُ عن داره فأتيتُ البابَ فطرقتُه عليه، فخرجتْ إليَّ ابنتُه فقالتْ: مَن تريد؟

فقلتُ: فلانًا.

فدخلَتْ واستأذنَتْ لي ثمّ عادَتْ وقالتْ: ادخُلْ.

فدخلتُ فوجدتُه في وسط الدار وهو مضطجعٌ على فراشٍ وقد اسودّ وجهُه وازرقَّتْ عيناه وغلظَتْ شفتاه، فقلتُ له وأنا خائف منه: يا أخي! أكثِرْ من قول: لا إله إلّا الله.

ففتح عينيه ونظر إليَّ شذرًا وغشي عليه.

فقلتُ له ثانيًا: يا أخي! أكثِرْ من قول: لا إله إلّا الله.

ففتح عينيه ونظر إليَّ شذرًا وغشي عليه.

فقلتُ له ثالثًا: يا أخي! أكثِرْ من قول: لا إله إلّا الله، وإنْ لم تقلها لا غسلتُك ولا كفَّنْتُك ولا صلّيتُ عليك.

ففتح عينيه وقال: يا أخي منصور! هذه كلمة حيل بيني وبينها.

فقلتُ: لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31