العاقبةُ الوخيمةُ لمن يُصرُّ على المعاصي
قال سيدنا منصور بن عمّار رحمه الله تعالى: كان لي أخٌ في الله يتفقّدني ويزورني في شدّةٍ ورخاءٍ، وكنتُ أراه كثير العبادة والتهجّد والبكاء، ففقدتُه أيّامًا فقيل لي: هو ضعيفٌ.
فسألتُ عن داره فأتيتُ البابَ فطرقتُه عليه، فخرجتْ إليَّ ابنتُه فقالتْ: مَن تريد؟
فقلتُ: فلانًا.
فدخلَتْ واستأذنَتْ لي ثمّ عادَتْ وقالتْ: ادخُلْ.
فدخلتُ فوجدتُه في وسط الدار وهو مضطجعٌ على فراشٍ وقد اسودّ وجهُه وازرقَّتْ عيناه وغلظَتْ شفتاه، فقلتُ له وأنا خائف منه: يا أخي! أكثِرْ من قول: لا إله إلّا الله.
ففتح عينيه ونظر إليَّ شذرًا وغشي عليه.
فقلتُ له ثانيًا: يا أخي! أكثِرْ من قول: لا إله إلّا الله.
ففتح عينيه ونظر إليَّ شذرًا وغشي عليه.
فقلتُ له ثالثًا: يا أخي! أكثِرْ من قول: لا إله إلّا الله، وإنْ لم تقلها لا غسلتُك ولا كفَّنْتُك ولا صلّيتُ عليك.
ففتح عينيه وقال: يا أخي منصور! هذه كلمة حيل بيني وبينها.
فقلتُ: لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم.