قصّة أصحاب السبت

قال الله تعالى في كلامه المجيد: ﴿وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعۡتَدَوۡاْ مِنكُمۡ فِي ٱلسَّبۡتِ فَقُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِ‍ِٔينَ ٦٥﴾ ]البقرة: ٦٥[.

والقصّة فيها أنَّهم كانوا في زمن سيدنا داود عليه السلام بأرضٍ يقال لها: "أَيلة" بين المدينة والشام على ساحل بحر القلزم، فحرّم اللهُ عليهم صيدَ السمك يومَ السبت وخصَّه للعبادة، وأنّ الله سبحانه وتعالى هو خالقنا ومالكنا وربّنا يفعل ما يشاء، وهو يعلم ما لا نعلم، وليس لأحدٍ أنْ يسأله عمّا يفعله، كما قال الله تعالى في القرآن المجيد: ﴿لَا يُسۡـَٔلُ عَمَّا يَفۡعَلُ وَهُمۡ يُسۡـَٔلُونَ ٢٣﴾ ]الأنبياء: ٢٣[.

فلماذا حرّم الله سبحانه وتعالى عليهم صيد السمك يوم السبت؟

الحكمة: أنّه إذا دخل يوم السبت لم يبق حوتٌ في البحر إلَّا اجتمع، فهناك وسوس الشيطانُ إليهم وقال: إنَّما نُهِيْتُمْ عن أخذها يوم السبت! فعمد رجالٌ مِن أهل تلك القرية فحفروا الحياضَ حول البحر وشرعوا منه إليها الأنهارَ، فإذا كانتْ عشيّة الجمعة فتحوا تلك الأنهارَ فأقبل الموجُ بالحيتان إلى الحياضِ فلا يقدرون على الخروج لبعد عمقها وقلّة مائها، فإذا كان يومُ الأحد اصطادُونها فأخذوا وأكلوا وملحوا وباعوا فكثرتْ أموالُهم، ففعلوا ذلك زمانًا أربعين سنة أو سبعين، لم تنزل عليهم عقوبةٌ، وكانوا يتخوّفون العقوبةَ، فلمَّا لم يعاقبوا استبشروا وتجرّأوا على