عنوان الكتاب: المختار من سيرة العطار

العاقلُ بكماله قائماً باقياً، وهو كذلك بالموتِ فانَّ ذلك الجزءَ لايحلُّه الموتُ ولايطرءُ عليه العدمُ".[1]

ففكّر الشيخ تفكيراً عميقاً بمحاسبتِه لنفسه، بأن العقلَ يدركُ جميع أحوال ما بعد الموت من غسيل الميت ودفنه وهول سؤال المنكر والنكير؟ فما يكون حالنا؟ وبهذا التفكير إمتلأ خشية وخوفاً من الله سبحانه وتعالی، واختار الصمت بغلبتها عليه، وعاش متوتراً.

ثم قال بعد عدة أيامٍ من ذلك: أني آکل وأنام! ولکن لاأجد لذةً في الطعام ولا راحةً في المنام، بل لا أجدها في أي شيءٍ، كأن الأحزان قد صبت عليّ، وفهمت من حالتي هذه سبب خشية أسلافنا وعلمائنا من الله سبحانه وتعالی، ولهذا رُؤيَ الشيخ يناجي ربه ويبکي منفرداً في حُجرته، وتكون محاضراته مليئة بخشية الله سبحانه وتعالی، مثل " تدبير الله


 



١ إحياء علوم الدين، کتاب ذکر الموت ومابعده ٤/٤۲۰




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122