ما هذا قالا لي إنزل فنزلت فضربت بيدي إلى إناء منها فغرقت ثم شربت فإذا هو أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن وألين من الزبد فقال لي أما صاحب الصخرة الذي رأيت يضرب بها هامة الآدمي فيقع دماغه جانبا وتقع الصخرة جانبا فأولئك الذين كانوا ينامون عن صلاة العشاء الآخرة ويصلون الصلوات لغير مواقيتها يضربون بها حتى يصيروا إلى النار وأما صاحب الكلوب الذي رأيت فأولئك الذين كانوا يمشون بين المسلمين بالنميمة فيفسدون بينهم فهم يعذبون بها حتى يصيروا إلى النار وأما الذين يقذفون بمدرة فأولئك أكلة الربا يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما القوم العراة فأولئك الزناة وذلك نتن فروجهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما القوم المخبلون فأولئك الذين يعملون عمل قوم لوط الفاعل والمفعول به فهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما النار المطبقة فتلك جهنم وأما الروضة فتلك جنة المأوى وأما الشيخ الذي رأيت فهو إبراهيم وحوله ولدان المسلمين وأما الشجرة فهي سدرة المنتهى والمنازل التي فيها فتلك منازل أهل عليين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأما النهر فهو الكوثر الذي أعطاك الله وهذه منازلك ومنازل أهل بيتك.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء قال مضيت هنيهة فإذا أنا بأخونه عليها لحم مسرح ليس يقربه أحد وإذا أنا بأخونة عليها لحم قد أروح ونتن عندها أناس يأكلون منها قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء قوم من أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بأقوام بطونهم كأمثال البيوت كلما نهض أحدهم خر يقول اللهم لا تقم الساعة وهم على سابلة آل فرعون فتجيء السابلة فتطؤهم فسمعتهم يضجون إلى الله تعالى قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الربا ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل فتفتح أفواههم ويلقمون من ذلك الجمر ثم يخرج من أسافلهم قلت من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن قلت من هؤلاء قال هؤلاء الزناة ثم