منخري عبيد الله بن زياد ثم خرجت من فيه ثم دخلت في فيه وخرجت من أنفه ففعلت ذلك مرارا ثم ذهبت ثم عادت ففعلت مثل ذلك به مرارا من بين الرؤوس ولا يدرى من أين جاءت ولا إلى أين ذهبت.
وأخرجه الترمذي في جامعه والطبراني من طرق عمارة وحده وقال هذا حديث حسن صحيح.
وأخرج إبن عساكر عن محمد بن سعيد أن مسلم بن عقبة المري ورد المدينة فدعا إلى بيعة يزيد على أنهم أعبد قن في طاعة الله ومعصيته فأجابوه إلا رجلا من قريش أمه أم ولد قال بل في طاعة الله فأبى أن يقبل ذلك منهم وقتله فأقسمت أمه لئن أمكنها الله من مسلم حيا أو ميتا أن تحرقه بالنار فلما خرج مسلم من المدينة إشتدت علته فمات فخرجت أم القرشي بأعبد لها إلى قبره فأمرت به فنبش فلما وصلوا إليه إذا بثعبان قد إلتوى على عنقه قابضا بأرنبة أنفه يمصها فكاع القوم عنه.
وأخرج تمام بن محمد الرازي في كتاب الرهبان وإبن عساكر أيضا من طريق تمام الحافظ عن أبي علي محمد بن هارون الأنصاري عن عصمة بن أبي عصمة البخاري عن أحمد بن عماد بن خالد التمار عن عصمة العباداني قال كنت أجول في بعض الفلوات إذ أبصرت ديرا وإذا في الدير صومعة وفي الصومعة راهب فقلت له حدثني بأعجب ما رأيت في هذا الموضع فقال نعم بينما أنا ذات يوم إذ رأيت طائرا أبيض مثل النعامة قد وقع على الصخرة فتقايأ رأسا ثم رجلا ثم ساقا وإذا هو كلما تقايأ عضوا من تلك الأعضاء إلتأمت بعضها إلى بعض أسرع من برق حتى إذا إستوى رجلا جالسا فإذا هم بالنهوض نقره الطائر نقرة قطعه أعضاء ثم يرجع فيبتلعه فلم يزل على ذلك أياما فكثر تعجبي منه وازددت يقينا لعظمة الله تعالى وعلمت أن لهذه الأجساد حياة بعد الموت فالتفت إليه يوما فقلت أيها الطائر سألتك بحق الله الذي خلقك وبرأك إلا أمسكت عنه حتى أسأله فيخبرني بقصته فأجابني الطائر بصوت عربي طلق لربي الملك وله البقاء الذي يفني كل شيء ويبقى أنا ملك من ملائكة الله موكل بهذا الجسد لما أجرم من ذنبه ،