فالتفت إليه فقلت يا هذا الرجل المسيء إلى نفسه ما قصتك ومن أنت قال أنا عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه وإني لما قتلته وصارت روحي بين يدي الله ناولني صحيفة مكتوبا فيها ما عملته من الخير والشر منذ ولدتني أمي إلى أن قتلت عليا وأمر الله هذا الملك بعذابي إلى يوم القيامة فهو يفعل بي ما تراه ثم سكت فنقره ذلك الطائر نقرة نثر أعضاءه بها ثم جعل يبتلعه عضوا عضوا ثم مضى به قلت هذا الإسناد ليس فيه من تكلم فيه سوى أبي علي شيخ تمام فقد قال الذهبي في الميزان إنه كان يتهم.
وقال إبن رجب قد رويت هذه الحكاية من وجه آخر أخرجها إبن النجار في تاريخه من طريق السلفي بإسناده إلى الحسن بن محمد بن عبيد السكري حدثنا إسماعيل بن أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن المنجم سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة أنه حضر مع يوسف بن أبي التياح فأحضر راهب فحدث فذكر شبيها بالحكاية.
ورويت من وجه آخر من طريق أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي صاحب السداسيات المشهورة عن علي بن بقاء بن محمد الوراق حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر البزار سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن أبي الإصبع قال قدم علينا شيخ غريب فذكر أنه كان نصرانيا سنين وأنه تعبد في صومعته فبينما هو ذات يوم جالس إذ جاء الطائر كالنسر فذكر شبيها بالحكاية مختصرا.
وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت من طريق عبد الله بن دينار عن أبي أيوب اليماني عن رجل من قومه يقال له عبد الله أنه ونفر من قومه ركبوا البحر وأن البحر أظلم عليهم أياما ثم إنجلت عنهم تلك الظلمة وهم قرب قرية قال عبد الله فخرجت ألتمس الماء فإذا أبواب مغلقة يتجأجأ فيها الريح فهتفت فيها فلم يجبني أحد فبينما أنا على ذلك إذ طلع علي فارسان تحت كل واحد قطيفة بيضاء فقالا لي يا عبد الله أسلك في هذه السكة فإنك ستنتهي إلى بركة فيها ماء فاستسق منها ولا يهولك ما ترى فيها فسألتهما عن تلك البيوت