وقد أمرت دواب البحر أن تسمع له وتطيع وتعرض عليه الأرواح غدوة وعشية.
قال إبن القيم مسألة مقر الأرواح بعد الموت عظيمة لا تتلقى إلا من السمع وقد قيل إن أرواح المؤمنين كلهم في الجنة الشهداء وغيرهم إذا لم تحبسهم كبيرة لظاهر حديث كعب وأم هانىء وأم بشر وأبي سعيد وضمرة ونحوها ولقوله تعالى {فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ}[1] قسم الأرواح عقب خروجها من البدن إلى ثلاثة مقربين وأخبر أنها في جنة النعيم وأصحاب يمين وحكم لها بالسلام وهو يتضمن سلامتها من العذاب ومكذبة ضالة وأخبر أن لها نزلا من حميم وتصلية جحيم وقال تعالى {يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ} إلى قوله {وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي}[2] قال جماعة من الصحابة والتابعين إنه يقال لها ذلك عند خروجها من الدنيا على لسان الملك بشارة ويؤيده قوله تعالى في مؤمن آل يس {قِيلَ ٱدۡخُلِ ٱلۡجَنَّةَۖ قَالَ يَٰلَيۡتَ قَوۡمِي يَعۡلَمُونَ}[3] وقيل الأحاديث مخصوصة بالشهداء كما صرح به في رواية أخرى ولقوله في غيرهم إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي الحديث ولحديث أبي هريرة السابق إنهم في السماء السابعة ينظرون إلى منازلهم في الجنة وحديث وهب مثله.
وقال إبن حزم في طائفة مستقرها حيث كانت قبل خلق أجسادها أي عن يمين آدم وشماله قال وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة قال تعالى {وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ}[4] الآية وقال تعالى {وَلَقَدۡ خَلَقۡنَٰكُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَٰكُمۡ}[5] الآية فصح أن الله تعالى خلق الأرواح جملة ولذلك أخبر صلى الله عليه وسلم أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها إختلف