وكذا كلماتُ الاستفهام[1] والمسندُ إليه كزيد مثلاً له مع المسند المفرد اسماً أو فعلاً ماضياً أو مضارعاً مقام ومع الجملة الاسميّة أو الفعليّة أو الشرطيّة أو الظرفيّة مقام آخَر إذ المراد بالصاحبة[2] الكلمة الحقيقية أو ما هو في حكمها, وأيضاً له مع المسند السببيّ[3] مقام ومع الفعليّ مقام آخَر إلى غير ذلك, هكذا ينبغي[4] أن يتصوّر هذا المقام فجميع ما ذكر من التقديم والتاخير والإطلاق والتقييد وغير ذلك اعتبارات مناسبة (وارتفاع شأن الكلام في الحُسن والقبول بمطابَقته للاعتبار المناسب وانحطاطه) أي: انحطاط شأنه
[1] قوله: [وكذا كلماتُ الاستفهام] أي: وكذا للفعل مقامات متفاوتة مع كلمات الاستفهام. قوله والمسندُ إليه أي: وكذا للمسند إليه مقامات متفاوتة مع مسندات مختلفة.
[2] قوله: [إذ المراد بالصاحبة إلخ] دفع لتوهّم أنّ الكلام في الكلمة مع صاحبتها وظاهر أنّ الصاحبة أيضاً كلمة فالتمثيل بالجملة بقولكم ومع الجملة الاسميّة إلخ غير مطابق للمقصود, وحاصل الدفع أنّ المراد بالصاحبة هنا أعمّ من الكلمة الحقيقية والحكميّة, والجملة الواقعة موقع المسند وإن لم تكن كلمة حقيقيّة لكنه كلمة حكميّة إذ الأصل في المسند الإفراد والواقع موقع الغير قد يُعطَى حكمَه.
[3] قوله: [مع المسند السببيّ] وهو جملة علّقت على مبتدأ بعائد لا يكون مسنداً إليه في تلك الجملة كـأبوه عالم في زيد أبوه عالم. قوله ومع الفعليّ أي: ومع المسند الفعليّ, وهو جملة أوّلها فعل وفاعله ضمير المبتدأ كـجاء في زيد جاء, وكلّ هذا كلام إجماليّ يفصله علم المعاني.
[4] قوله: [هكذا ينبغي إلخ] أي: ينبغي أن يفهم تفسير كلام المصـ كما ذكرنا, فإنّ جميع ما ذكره المصـ بقولِه فمقام التنكير إلخ وقولِه وكذا خطاب الذكيّ إلخ وقولِه ولكلّ كلمة إلخ اعتبارات مناسبة للمقامات وراجعة إلى علم المعاني على ما ذكرنا, وفيه ردّ على من قال إنّ الأوّل إشارة إلى علم المعاني, والثاني إشارة إلى علم البيان لأنّ خطاب الذكيّ يناسبه المجاز والكناية وخطاب الغبيّ يناسبه الحقيقة, والثالث إشارة إلى علم البديع لأنّ أكثر المحسِّنات يحصل بذكر كلمة مع أخرى كالطباق والتجنيس وغيرهما, ووجه الردّ أنه يلزم على هذا أن لا يكون ذكر الثاني والثالث في محلّه لأنّ الكلام في بيان تفاوت المقامات ومقتضَياتها. قوله فجميع إلخ الفاء إمّا للتفريع أو للتعليل. قوله وغير ذلك إشارة إلى قوله وكذا خطاب الذكيّ وقوله ولكلّ كلمة إلخ.