عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

كافية في ضوء المصباح إلى أنوار[1] التأويل, موارده شافية[2] عن التهاب الأكباد إلى أسرار التنزيل, به ظهر لباب آثار تراكيبه وضَفَا, ومنه عذب عباب بحار أساليبه وصَفَا: لاَ يُدْرِكُ الْوَاصِفُ الْمُطْرِيْ[3] خَصَائِصَهُ * وَإِنْ يَكُنْ سَابِقاً فِيْ كُلِّ مَا وَصَفَا, ثمّ إنّه[4] قد وقع في أيدي جماعة هم أُسَراء التقليد فطفقوا يتعاطونه من غير توثيق وتسديد يحومون[5] في تحرير مقاصده حول القيل والقال ويقتصرون[6] من تقرير لطائفه على ذكر المقام والحال, لا يخرج عن


 



[1] قوله: [إلى أنوار إلخ] حال أو صفة للضوء أي: مُمالاً أو المُمال إلى أنوار التأويل, والمراد بالمصباح العقل وبأنوار التأويل وجوهه إذ هي بمنزلة الأنوار في دفع الشبهات التي بمنزلة الظلمات.

[2] قوله: [موارده شافية] الموارد جمع مورد وهو موضع الورود على الماء. والتهاب النار اتّقادها, وفيه تضمين معنى الاشتياق ولذا يتعلّق به إلى أسرار التنزيل. قوله لباب بمعنى الخالص, وليس بجمع لبّ لأنّ قوله ضَفَا يُنافِيه, والمراد بآثار تراكيب التنزيل خواصّها ومزاياها. قوله ضَفَا أي: كمل.

[3] قوله: [الْمُطْرِيْ] اسم فاعل من الإطراء وهو المبالغة في المدح. قوله مَا وَصَفَا مَا فيه مصدريّة والألف للإشباع, والمعنى أنّ الواصف المبالغ لا يدرك فضائل علم البيان وإن وصفه إلى غير النهاية.

[4] قوله: [ثمّ إنّه إلخ] أي: ثمّ إنّ علم البيان إلخ, وهذا من عطف قصّة وقوع هذا العلم في أيدي هؤلاء الجماعة على قصّة فضله وشرفه. قوله في أيدي جماعة فيه تنبيه على أنه لم يصل إلى قلوبهم. قوله أسَراء جمع أسير كالعظماء جمع عظيم. قوله فطفقوا يتعاطونه التعاطي الأخذ باليد فهو مناسب بقوله في أيدي جماعة وفيه تأكيد لإهانتهم, وهذا تفصيل لوقوعه في أيدي أسراء التقليد. قوله من غير توثيق أي: إحكام. قوله وتسديد أي: ومن غير توفيق للسداد والاستقامة.

[5] قوله: [يحومون إلخ] أي: يدورون, خبر بعد خبر لـطفقوا, والقيل والقال اسمان بمعنى القول, والمراد بدورانهم حول القيل والقال نقلهم الأقوال المختلفة من غير اهتداء إلى تحقيق المرام.

[6] قوله: [ويقتصرون إلخ] أي: لا يتجاوزون من ذكر لفظي المقام والحال مثلاً إلى فهم المراد بهما. قوله ربقة التقليد الإضافة من قبيل لجين الماء. قوله حتّى تسرَح أي: حتّى ترعى, هذا غاية للخروج المنفيّ لا للنفي, وإضافة الرياض إلى التحقيق من قبيل ذهب الأصيل. قوله أحداقهم جمع حدقة وهي سواد الأعظم للعين.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400