عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

ليس للنهار (عند المتكلّم) متعلّق بالظرف[1] أعني له , وهذا ليدخل فيه ما يطابق الاعتقاد دون الواقع, لكنْ بَقِي خارجاً عنه ما لا يطابق الاعتقاد سواء يطابق الواقع أم لا فأدرجه بقوله[2] (في الظاهر) وهو أيضاً متعلّق بالظرف المذكور أي: إلى ما يكون الفعل أو معناه له عند المتكلّم فيما يُفهَم من ظاهر كلامه ويُدرَك من ظاهر حاله, وذلك بأن لا ينصب قرينة[3] على أنه غير ما هو له في اعتقاده, ومعنى كونه له[4] أنّ معناه قائم به ووصف له وحقّه أن يسند إليه سواء كان مخلوقاً[5] لله تعالى أو لغيره وسواء كان صادراً عنه باختياره


 



[1] قوله: [متعلِّق بالظرف] تعيين للمتعلَّق. قوله أعني له دفعٌ لتوهّم أنّ المراد بالظرف قوله إلى, وإنّما صحّ تعلّق قوله عند المتكلِّم بقوله له لكونه نائباً عن الفعل العامل المحذوف كـثَبَتَ. قوله وهذا إلخ أي: وقوله عند المتكلِّم ليدخل في الحدّ إسناد يطابق الاعتقاد دون الواقع فلولاه لخرج عنه مثل قول الدهري: أنبت الربيع البقل مع أنه حقيقة عقليّة في الاصطلاح.

[2] قوله: [فأدرجه بقوله إلخ] أي: فلولا قوله في الظاهر لخرج عن الحدّ مثل قول الكاذب: جاء زيد وقولُ المعتزلي الذي يخفي حالَه: خلق الله الأفعال كلّها مع أنهما من حقيقة عقليّة في الاصطلاح.

[3] قوله: [وذلك بأن لا ينصب قرينة إلخ] إن قيل يُفهَم من هذا أن القرينة لا بدّ لها من أن تكون بفعلِ المتكلِّم ونصبِه إيّاها فلا يشمل قرائنَ الأحوال! قيل مدار الحقيقة والمجاز على أن يُلاحِظ المتكلِّم دلالةَ القرينة على المراد, ولمّا كانت الملاحظة أمراً خفيًّا أُدِير الأمر إلى وجود القرينة فتارةً يُعبَّر بنصب القرينة كما هنا وتارة بوجودها كما فيما سيأتي من قوله لوجود القرينة, فلا تخرج القرائن الحاليّة.

[4] قوله: [ومعنى كونه له إلخ] دفع لما يرد من أنّ المتبادر من كونه له أن يصدر عنه باختياره فيخرج عنه مثل الموت, وحاصل الدفع أنّ معنى كونه له أن يكون قائماً به سواء كان صادراً عنه باختياره كـضرب زيد أو لا كـمات زيد. قوله ووصف له أي: سواء كان قائماً به كالأوصاف الموجودة أو منتزعاً عنه كالأوصاف الاعتباريّة, فهذا تعميم بعد تخصيص لدفع توهّم حمل القيام على الثبوت, وكذا قوله وحقّه أن يُسنَد إليه أي: سواء صحّ حمله عليه أو لا, فإنه لدفع توهّم حمل الوصف على المحمول.

[5] قوله: [سواء كان مخلوقاً إلخ] أي: سواء جرينا على مذهب أهل السنّة من أنّ الأفعال كلّها مخلوقة لله تعالى أو جرينا على مذهب الاعتزال من أنّ الأفعال الاختياريّة مخلوقة للعباد, أو هذا مبنيّ على مذهب الاعتزال فقط أي: سواء كان معنى ذلك الفعل مخلوقاً لله تعالى كـمات أو لغيره كـقام.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400