كـ ضرب أو لا كـ مرض و مات , ولا يشترط صحّة حمله عليه[1] وإلاّ يخرج ما يكون المسند إليه مصدراً, فقد دخل فيه[2] ما يطابق الواقع والاعتقاد (كقول المؤمن: أنبت الله البقل و) ما يطابق الاعتقاد فقط نحو (قول الجاهل: أنبت الربيع البقل ) وما يطابق الواقع فقط كقول المعتزلي لمن لا يعرف حاله وهو يخفيها منه: خلق الله الأفعال كلّها فإنّ إسناد خلق الأفعال إلى الله إسناد إلى ما هو له عند المتكلّم في الظاهر وإن لم يكن كذلك في الحقيقة[3] وهذا المثال غير مذكور في المتن (و) ما لا يطابق شيئاً منهما نحو (قولك: جاءني زيد وأنت) أي: والحال أنك خاصّة (تعلم أنه لم يجئ) دون المخاطب فهذا أيضاً إسناد إلى ما هو له عنده في الظاهر لأنّ الكاذب لا ينصب قرينة على خلاف إرادته, وقوله: وأنت تعلم [4] بتقديم المسند إليه احتراز عمّا إذا كان المُخاطَب أيضاً عالماً بأنه لم يجئ فإنه حينئذٍ لا يتعيّن كونه حقيقة بل ينقسم إلى قسمين أحدهما أن يكون المخاطب مع علمه بأنه لم يجئ عالماً بأنّ المتكلّم يعلم أنه لم يجئ, والثاني أن لا يكون عالماً به, والأوّل
[1] قوله: [ولا يشترط صحّة حمله عليه إلخ] أي: وإلاّ يخرج عن الحدّ نسبة الضرب إلى الجلاّد في أعجبني ضرب اللصّ الجلاّدُ لعدم صحّة حمله عليه بالمُواطاة.
[2] قوله: [فقد دخل فيه إلخ] تفريعٌ على التعريف وإشارة إلى وجه إيراد الأمثلة الثلاثة للحقيقة العقليّة وهو الإشارة إلى الأقسام.
[3] قوله: [وإن لم يكن كذلك في الحقيقة] أي: وإن لم يكن إسناد خلق الأفعال إلى الله إسناداً إلى ما هو له عند المتكلِّم في الحقيقة. قوله وهذا المثال غير مذكور في المتن أي: ولا يتوهّم من عدم ذكره أنّ الحقيقة العقليّة منحصرة في الأقسام الثلاثة فإنّ المصـ قد صرّح في "الإيضاح" بأنّ الحقيقة العقليّة أربعة أضرب وأورد فيه الأمثلة الأربعة.
[4] قوله: [وقوله وأنت تعلم إلخ] بيانٌ لفائدة العبارةِ وتقديمِ المسند إليه فيها وهي أن يتعيّن كون جاءني زيد حقيقة عقليّة. قوله بتقديم المسند إليه أي: الذي أفاد الحصرَ.