إليه (عن لسانك) تعظيماً له[1] وإفخاماً (أو عكسِه) أي: إيهام صون لسانك عنه, تحقيراً له وإهانةً (أو تأتّي الإنكار) وتيسّره[2] (لدى الحاجة) نحو فاسق فاجر أي: زيد ليتيسّر لك أن تقول: ما أردته بل غيرَه (أو تعيّنِه أو ادّعائِه) أي: ادّعاء التعيّن (أو نحوِ ذلك) كضيق المقام عن إطالة الكلام بسبب ضجرةٍ وسآمةٍ[3] أو فواتِ فرصةٍ أو محافظةٍ على وزنٍ أو سجعٍ أو قافيةٍ أو ما أشبه ذلك كقول الصيّاد[4]: غزال فإنّ المقام لا يسع أن يقال: هذا غزال فاصطادوه , وكالإخفاء من غير السامع من الحاضرين[5] مثل: جاء وكاتّباع الاستعمال الوارد على تركه مثل:
[1] قوله: [تعظيماً له] نحو نجوم الهداية أي: الصحابة. قوله وإفخاماً من عطف المرادف. قوله أي: إيهام صون لسانك عنه تفسيرٌ للعكس. قوله تحقيراً له نحو ساع في الفساد أي: الشيطان.
[2] قوله: [وتيسّره] تفسير المراد بقوله تأتّي الإنكار. قوله أي: ادّعاء التعيّن نحو وهّاب الألوف أي: زيد, ومثال الحذف للتعيّن قوله تعالى: ﴿خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ﴾ [الأنعام:١٠٢] فإنّ هذا المسند لا يصلح إلاّ لله تبارك وتعالى.
[3] قوله: [بسبب ضجرةٍ وسآمةٍ] هما بمعنى حزن. قوله أو فواتِ فرصةٍ الفرصة قطعة من الزمان يحصل فيه المقصود. قوله على وزنٍ أي: وزن البحر كما في قلت عليل فلو قال أنا عليل لفات المحافظة على الوزن. قوله أو سجعٍ وهو في النثر كالقافية في الشعر نحو من طابت سريرتُه حمدت سيرتُه فلو قيل حمد الناسُ سيرتَه لفات المحافظة على السجع. قوله أو قافيةٍ وهي من المتحرِّك قبل الساكن إلى انتهاء الشعر كقوله: وَمَا الْمَالُ وَالأَهْلُوْنَ إلاَّ وَدَائِعُ * وَلاَ بُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الْوَدَائِعُ, فلو قال أنْ يَرُدَّ النَّاسُ الْوَدَائِعَ لفات المحافظة على القافية.
[4] قوله: [كقول الصيّاد إلخ] أي: لمن يريدون الاصطياد, وهذا مثال لحذف المسند إليه لعدم الفرصة أو للضجر الحاصل للصيّاد من طلب الصيد. قوله فإنّ المقام لا يسع أن يقال إلخ وذلك لما ذكر.
[5] قوله: [من غير السامع من الحاضرين] أي: من غير المخاطب الذي قصد سَماعُه من السامعين, ولو قال من غير المخاطب من السامعين لكان أوضح.