عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

وقد يذكر المعنى الحاضر[1] المتقدّم بلفظ البعيد نحو: بالله وذلك قسم عظيم لأفعلنّ لأنّ المعنى غير مُدرَك حِسًّا فكأنه بعيد (أو التنبيهِ) أي: تعريف المسند إليه بالإشارة للتنبيه (عند تعقيب المشار إليه بأوصاف) أي: عند إيراد أوصاف[2] على عقب المشار إليه تقول عقّبه فلان إذا جاء على عقبه ثمّ تُعدِّيه إلى المفعول الثاني بالباء وتقول عقّبتُه بالشيء أي: جعلتُ الشيء على عقبه (على أنه) أي: للتنبيه على أنّ المشار إليه[3] (جدير بما يرد بعده) أي: بعد اسم الإشارة (من أجلها) أي: من أجل الأوصاف التي ذكرت بعد المشار إليه (نحو) ﴿ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [البقرة:٣] إلى قوله: (﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [البقرة:٥]) عقّب المشار إليه[4] وهو ﴿ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ﴾ بأوصاف متعدّدة من الإيمان بالغيب وإقامة الصلوة وغير ذلك ثمّ عرّف المسند إليه بأنْ أورده اسمَ إشارة تنبيهاً على أنّ المشار إليهم أحِقّاء[5] بما يرد بعد أولئك وهو كونُهم على الهُدَى


 



[1] قوله: [وقد يُذكَر المعنى الحاضر إلخ] أشار بـقد إلى أنّ الأغلب في المعنى الحاضر أن يُذكَر بلفظ القريب فيقال بالله وهذا قسم إلخ فإنه لكونه حاضراً ومذكوراً عن قريب بمنزلة المشاهَد القريب, والمراد بالمعنى ما يقوم بغيره وبالحاضر ما يعدّه العرف حاضراً كالقسم فإنه وإن كان منقضياً في نفسه لكن حضوره ليس إلاّ بلفظه فلا يرد أنّ المشار إليه أمر منقضٍ فهو ماضٍ لا حاضرٌ. قوله المتقدِّم أي: على اسم الإشارة. قوله لأنّ المعنى غير مُدرَك حسًّا إلخ تعليل لذكر المعنى المذكور بلفظ البعيد.

[2] قوله: [أي: عند إيراد أوصاف إلخ] إشارة إلى أنّ الباء داخلة على المفعول المتأخِّر. قوله تقول إلخ إثباتٌ لما يُفهَم من إشارته بالتفسير من أنّ الباء إذا وقعت في حيِّز التعقيب دخلت على المتأخِّر.

[3] قوله: [أي: للتنبيه على أنّ المشار إليه] إشارة إلى أنّ على أنه متعلِّق بالتنبيه وأنّ ضميره راجع إلى المشار إليه. قوله أي: بعد اسم الإشارة وقوله أي: من أجل الأوصاف إلخ إشارة إلى مرجع الضمير.

[4] قوله: [عقّب المشار إليه إلخ] توضيحُ المقام وتطبيقُ المثال بالممثَّل له. قوله وهو ﴿ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ أي: والمشار إليه هم الذوات المعهودة بعنوان صلةِ يؤمنون إلخ فالصلةُ داخلة في الصفات خارجة عن المشار إليه, وقيل ذكر الصلة ههنا استطراديّ لقبح ذكر الموصول بدونها والمراد هو الموصول فقط.

[5] قوله: [تنبيهاً على أنّ المشار إليهم أحِقّاء إلخ] ووجه التنبيه عليه أنّ اسم الإشارة يستدعي كمال التمييز وهو إنّما حصل بالصفات المتقدِّمة فكان إيراده بمنزلة ذكر المشتقّ فكأنه قيل الموصوفون بتلك الصفات على هدى إلخ فهو من قبيل ترتّب الحكم على الوصف فيُشعِر بعلّيّة تلك الأوصاف لما أجري عليه.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400