[1] قوله: [قلت: مثله كثير في علم المعاني] جواب عن الاعتراض, وحاصله أنّ أمثال هذا البحث كثير في علم المعاني فتخصيص الاعتراض بهذا البحث ممّا لا وجه له, والحقيقة أن لا اعتراض أصلاً لتغاير جهتي البحث فإنّ اللغةَ تبحث عن هذا مثلاً من جهة أنه موضوع للقريب وعلمَ المعاني يبحث عنه من جهة أنه يؤتى به إذا قصد بيان قرب المشار إليه وبيانُ القرب معنى زائد على أصل المراد.

[2] قوله: [على أصل المراد] وهو المعنى الذي لا يتغيّر بتغيّر العبارات كنسبة العلم إلى زيد مثلاً في إنّ زيداً عالم وإنّ هذا عالم مشيراً إلى زيد. قوله الذي هو الحكم إلخ صفة لـالمراد. قوله أيًّا مّا كان أي: سواء كان ذلك الشيءُ المُعبَّرُ به عن المسند إليه اسمَ الإشارة أو غيرَه.

[3] قوله: [ولو سُلِّم إلخ] جواب على تقدير التسليم, وحاصله أنه لو سُلِّم أنّ بيان الحال في القرب والبعد ليس معنى زائداً على أصل المراد فنقول ذكره هنا تمهيد لبيان التحقير والتعظيم المتفرِّعَين عليهما.

[4] قوله: [وقد يُقصَد به إلخ] أي: وقد يقصد باسم الإشارة للقريب تقريب حصول المسند إليه وحضوره كقولنا هذه القيامة قد قامت أي: القيامة القريبة الحصول قد قامت, فإنّ كلّ آتٍ قريب, قال النبيّ عليه الصلاة والسلام: ((أنا والساعة كهاتين)) مشيراً إلى أصبعيه.

[5] قوله: [تنزيلاً إلخ] علّة لمحذوف أي: استعمل اسم الإشارة للبعيد في الحاضر تنزيلاً لرفعة دَرَجته منزلةَ بُعد المَسافة. قوله ورفعةِ محلّه عطف تفسير لـبُعدِ دَرَجته.