عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

أي: تعريف المسند إليه[1] بإيراده اسمَ الإشارة متى صلح المقام له واتّصل به غرض, أمّا المقام الصالح[2] فهو أن يصحّ إحضاره في ذهن السامع بواسطة الإشارة إليه حسًّا فإنّ أصل أسماء الإشارة أن يشار بها إلى مُشاهَد محسوس[3] قريب أو بعيد, فإن أشير بها[4] إلى محسوس غير مشاهد أو إلى ما يستحيل إحساسه ومشاهدته فلتصييرِه كالمُشاهَد وتنزيلِ الإشارة العقليّة منزلة الحسّيّة, وأمّا الغرض المُوجِب له أو المُرجِّح فقد أشار إلى تفصيله بقوله: (لتمييزِه) أي: المسند إليه (أكمل تمييز[5] نحو قوله) أي: ابن الروميّ (هَذَا أَبُو الصَّقْرِ فَرْداً) نصب على المدح[6] أو الحال (فِيْ مَحَاسِنهِ) * مِنْ نَسْلِ شَيْبَانَ بَيْنَ الضَّالِ وَالسَّلَمِ,


 



[1] قوله: [أي: تعريف المسند إليه] إشارةٌ إلى أنّ قوله بالإشارة معطوف على قوله بالموصوليّة أو بالإضمار. قوله بإيراده اسمَ الإشارة إشارة إلى أنّ الإشارة مصدر متعدّ. قوله متى صلح المقام له إشارة إلى نكتة مصحِّحة لإيراد اسم الإشارة. قوله واتّصل به غرض إشارة إلى نكتة مرجِّحة له.

[2] قوله: [أمّا المقام الصالح إلخ] تفصيل للنكتة المصحِّحة لإيراد اسم الإشارة, وحاصله أنّ اسم الإشارة إنّما يصحّ الإتيان به إذا صحّ إحضار المشار إليه في ذهن السامع بواسطة الإشارة الحسيّة إليه وهي الإشارة باليد أو بجارحة أخرى, وذلك إذا كان المشار إليه حاضراً مُبصَراً قريباً كان أو بعيداً.

[3] قوله: [إلى مشاهد محسوس] أي: إلى حاضر مُبصَر فيكون المعنى: أنّ أصل أسماء الإشارة أن يشار بها إلى حاضرٍ عند المتكلِّم يتمكّن من الإشارة إليه مُبصَرٍ قريباً كان أو بعيداً.

[4] قوله: [فإن أشير بها إلخ] جواب عن إشكال مقدَّر على الأصل المذكور وهو أنه قد يشار باسم الإشارة إلى مُبصَر غير حاضر بل إلى ما يستحيل إبصاره عادة كما في قوله تعالى: ﴿تِلۡكَ ٱلۡجَنَّةُ ٱلَّتِي﴾ [مريم:٦٣] وقوله ﴿ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ﴾ [الأنعام:٩٥] وقوله ﴿ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيٓ﴾ [يوسف:٣٧], وحاصل الجواب أنه إن أشير بأسماء الإشارة إلى ما ذُكِر فهو لجعل غير الحاضر كالحاضر لغرض من الأغراض ولتنزيل الإشارة العقليّة -وهي عبارة عن التفات النفس- منزلة الإشارة الحسيّة لنكتة من النكات.

[5] قال: [أكمل تمييز] وهو التمييز بالقلب والعين فإنه لا تمييز أكمل منه وإنّما يحصل ذلك باسم الإشارة.

[6] قوله: [نصب على المدح إلخ] أي: قوله فَرْداً إمّا منصوب على المدح فعامله واجب الحذف والتقدير: أعني فرداً أو أمدح فرداً, أو منصوب على الحال فالعامل فيه معنى الفعل المستفاد من اسمِ الإشارة أو حرفِ التنبيه أي: أشير إليه أو أنبِّه عليه فرداً. قوله مِنْ نَسْلِ إلخ تكميلٌ للبيت.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400