عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا ٢١﴾ [المعارج:١٩-٢١] فإنّ الهَلَع سُرعةُ الجَزَع عند مَسّ المكروه وسُرعةُ المنع عند مَسّ الخير (أو مُخصِّصاً) أراد بالتخصيص[1] ما يعمّ تقليلَ الاشتراك ورفعَ الاحتمال, وعند النحاة التخصيصُ عبارة عن تقليل الاشتراك الحاصل في النكرات نحو: رجل عالم فإنه كان بحسَب الوضع محتمِلاً لكلّ فردٍ من أفراد الرجال فلمّا قلتَ: عالم قلّلتَ الاشتراك والاحتمال وخصّصتَه بفرد من الأفراد المتّصفة بالعلم, والتوضيح عبارة عن رفع الاحتمال الحاصل في المعارف (نحو: زيد التاجر) أو الرجل التاجر (عندنا ) فإنه كان[2] يحتمل التاجر وغيره فلمّا وصفتَه به رفعتَ الاحتمال (أو) لكون الوصف (مدحاً أو ذمًّا أو ترحّماً نحو: جاءني زيد العالم أو الجاهل) أو الفقير (حيث يتعيّن) الموصوف أعني زيداً (قبل ذكره) أي: ذكر الوصف[3] والتعيّن إمّا بأن لا يكون له شريك في ذلك الاسم أو بأن يكون المخاطب يعرفه بعينه قبل ذكر الوصف, واشترط هذا[4] لئلاّ يصير الوصف مخصِّصاً (أو تأكيداً).................................................


 



[1] قوله: [أراد بالتخصيص إلخ] دفعٌ لتوهّم أنّ الوصف في المثال الآتي ليس بمخصِّص للموصوف لأنّ التخصيص عبارة عن تقليل الاشتراكِ والشيوعِ وهو إنّما يكون في النكرات فلا يصحّ التمثيل به لكون الوصف مُخصِّصاً, وحاصل الدفع أنّ هذا إنّما هو اصطلاح النحاة, وأمّا البيانيّون فلا يختصّ التخصيص عندهم بالنكرات بل يعمّ تقليلَ الاشتراك في النكرات ورفعَ الاحتمال في المعارف فلا إشكال.

[2] قوله: [فإنه كان إلخ] أي: فإنّ زيد أو الرجل كان محتمِلاً للتاجر وغير التاجر قبل وصفك إيّاه بالتاجر فلمّا وصفتَه به رفعتَ الاحتمال وخصّصتَه بالتاجر, وهذا تطبيق المثال بالممثَّل له.

[3] قوله: [أي: ذكر الوصف] إشارة إلى المرجع. قوله والتعيّن إلخ إشارة إلى طريقَي تعيّن الموصوف قبل ذكر الوصف. قوله بأن لا يكون له شريك في ذلك الاسم كما في بسم الله الرحمن الرحيم. قوله أو بأن يكون يعرفه بعينه قبل ذكر الوصف كما فُرِض في مثال المتن.

[4] قوله: [واشترط هذا إلخ] أي: وإنّما اشترط في كون الوصف للمدح أو الذمّ أو الترحّم تعيّنُ الموصوف قبل ذكر الوصف لئلاّ يصير الوصف مخصِّصاً فإنه إن لم يتعيّن الموصوف قبل ذكر الوصف فالظاهر من الوصف هو التخصيصُ وإن جاز أن يراد به المدح أو الذمّ بحسَب قصد المتكلِّم.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400